استيقاظ الشعوب من الحُلم العربي وعودة الحياة إلى طبيعتها
خالدة الضعواني - خبيرة الحدود في نوبات المُحُن
١٥ ديسمبر، ٢٠٢٢
مع إطلاق الحَكَم صافرة النهاية مُعلناً خسارة المنتخب المغربي أمام نظيره الفرنسي وخروج آخر العرب من المونديال، لملمت الجموع العربية أعلامها وتعليقاتها وقلوب حُبّها وأخفضت صوت الراديو وهو يصدح "حضن يضمنا كُلّنا كُلّنا…" وشمّرت عن سواعدها مُعلنةً عودة المياه إلى مجاريها واستكمال القدح والعنصرية ولعن هذا والمطالبة بتكسير رأس ذاك وتقطيعه وضربه بالكيماوي أو بالصواريخ الإيرانية أو بعاصفة الحزم أو بإسرائيل في ميادين اليوتيوب وتويتر وفيسبوك وعلى منشورات شبكة الحدود.
وكانت الجموع العربية قد عانت من نوبة حُلم عربي خلال الأسبوعين الماضيين، تمثلّت أعراضها برؤية المدرب وليد الركراكي في المنام قائداً بعثياً قومياً عربياً، ثمّ نشر صورته مع شعار "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة"، واشتدت الأعراض عند البعض فانشغلوا بتصميم فيديوهات وصور بونو بن زياد مزيّنة بالزهور عوض صور "لعنة الله على فُلان" المُزركشة بالشتائم.
ورغم أنّ نوبة الحلم العربي تتكرر كل أربع سنوات حين تتأهل مصر والسعودية والجزائر وتونس لكأس العالم، دور المجموعات، إلّا أنّ وصول المغرب إلى نصف النهائي أطال عمر النوبة هذه المرة، مُتسبباً بكبتٍ طويل لمشاعر الكراهية لدى الجماهير ما أثار مخاوف دوائر المخابرات من المحيط إلى الخليج من تضخمها وخروجها عن السيطرة لتتوجّه ضد القادة إن لم يمنحوا شعوبهم متنفساً سريعاً لتقيؤ كراهيتهم على بعضهم البعض.
بعض المعلقين حافظوا على رباطة جأشهم وأخلاقهم العالية وامتنعوا عن استعمال الكلمات النابية
أمّا عن نوبة المصالحات وتقبيل اللحى والصور الأخوية والزيارات المُتبادلة بين القادة، فمن المرجح أنّ يتوجه تميم بن حمد مع نهاية المونديال إلى أقرب حاوية ليرمي علم السعودية الذي حمله في المدرجات فيما سيهرول ابن سلمان إلى مرافق إعادة التدوير في "نيوم" ليرمي وشاح قطر الذي ارتداه في حفل الافتتاح ويولّد من حرقه طاقة كهربائية تشغّل أجهزة وحدة شتم قطر الإلكترونية من جديد.