لايف ستايل، خبر

شاب يفشل بالتعاطف مع ضحايا الحروب بعدما أهدر رصيد تعاطفه على قطة جائعة

نادية هليون - مراسلة الحدود لشؤون الإفلاس المعنوي

Loading...
صورة شاب يفشل بالتعاطف مع ضحايا الحروب بعدما أهدر رصيد تعاطفه على قطة جائعة

بقي الشاب البليد راكان اللهلوبة متسمراً كالصنم وهو يتابع تقريراً إخبارياً شاملاً يعرض صوراً لضحايا ستة أو سبعة حروب حول العالم وأزمات اللاجئين والمجاعات في أفريقيا دون أن يذرف دمعة واحدة أو يمزق شعر رأسه ويحمل السيف متوجهاً إلى المراكز التعبئة العامة، وذلك على خلفية هدره لآخر قطرة تعاطف عندما أطعم قطة جائعة وجدها أمام المنزل يوم الأحد الماضي. 

وعبّر الحاج أبو راكان الذي كان يجلس بجانب ابنه عن صدمته وانزعاجه من دناءة نفس فلذة كبده الحيوان "هذه نتيجة مباشرة لتبذيره المشاعر وصرفها يميناً وشمالاً على كائنات حقيرة لا تستحق الرحمة مثل النباتات والقطط والطيور التي يسقيها ويطعمها ويستهتر بأرواح البشر ومعاناتهم".

إغراء الشباب

ويرى أبو راكان أن ما يجري مؤامرة مخطط لها بعناية في أقبية المخابرات الغربية والموساد "مع الأسف، أقنعوا شبابنا بالركض خلف القطط وإطعامهم عند الحاويات وفي الحدائق لينسوا أن إسرائيل وأميركا وروسيا والصين وحلف الناتو وحلف وارسو والاتحاد الأوروبي والماسونية وفرقة "بي تي إس" يسيطرون على العالم ويريدون سرقة بترول العرب ونهب مواردنا وحريمنا".

متلازمة التعاطف المهدور 

من جانبها، أكدت لنا خبيرة العطارة والطب الشعبي أم راكان أنّ الأبحاث التي أجرتها أظهرت بوضوح أن غدد التعاطف بالإنسان تموت إن أسرف بإنتاج هرمون الرأفة، مشيرةً إلى أنّ للإنسان الطبيعي خزان من التعاطف لا يمكن أن يزيد أو ينقص، وبالكاد يكفيه للتعاطف مع الأمور الهامة والضرورية التي يتعرض لها أبناء جلدته ودينه وتوجهاته السياسية حصراً.

نصائح لم نطلبها

وأشار أبو راكان وهو يحرك سبابته على شكل تهديد مبطن إلى ضرورة مراقبة الشباب لتعاطفهم باستمرار حتى لا يفقدوه ويفقدوا شرفهم معه "بدل إهداره على أمور تافهة كحقوق الحيوان والنسوان والالتزام بقوانين المرور، واستعمال الأنذال على شاكلته أكياس قماشية للحفاظ على البيئة بينما لا يجد أهل الصومال والأيتام كيساً بلاستيكياً واحداً يضعون به حاجياتهم". 

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.