معركة تحتدم بين ناشطيْن حول أيهما أكثر نسوية
سمير البنصر - مراسل الحدود لشؤون العلاج بالداء
٢٧ نوفمبر، ٢٠٢٢
أقام السيد توفيق خَطميش وغريمه مسعود قنفذ معركة تستوستيرونية طاحنة بحضور خيرة الناشطين الحقوقيين في مقهى السيوف الدولي، حيث استعرض كلّ منهما قوته وصلابته وشدة بأسه في احترام نصف المجتمع الآخر وانهال على خصمه بالأدلة والبراهين التي تُثبت طول وثخن تجربته النسويّة.
وافتتح خطميش المبارزة بالكشف عن السنوات التعيسة التي عاشتها أخته قبل أن يدرك قدرتها على اتخاذ قراراتها بمعزل عنه وإبراز ندمه على تلك الفترة التي لم يحظ خلالها سوى بعشرات الفرص ليدرك فداحة خطأه، ليباغته صديقه السابق السيد قنفذ بالإشارة إلى أنه سبقه بالكف عن تحويل حياة شقيقته إلى جحيم مستمر بسنتين على الأقل، مؤكداً لخصمه أن أمامه الكثير ليتعلمه عن النسوية وبأنه ما زال مجرد فتى غرّ في هذا عالم النسوية الذي يحتاج رجالاً أشداء.
ولم يلبث هذا الاستفزاز أن دفع خطميش للطعن بنسوية غريمه من أساسها "نسويتك بالكاد تشبع الحاجة إلى التغيير الإيجابي في حياة امرأة واحدة، أما نسويتي فيمكن لنساء المنطقة كلهن أن يشعرن بثقلها وحضورها".
وحاول قنفذ -عبر ضحكة مصطنعة- التخفيف من أثر صفعات خطميش، مُبيناً أنّ الأخير يتابع العمل النسوي عبر الشاشة فقط دون أي ممارسة فعلية "الكلام أسهل من الفعل. لو جرّبت أن تكون نسوياً مثلي، ليوم واحد حتى، لكنت ستبكي مثل…الرجال"، قبل أن يشدد على احترامه لكل أيام الصحة النفسية وتقديره للرجل الذي يُظهر مشاعره واستعداده لسماع الجميع والوقوف معهم.
واستمر النزال لمدة تجاوزت الساعة والنصف، فجّر خلالها المتعاركان جسور السلام بينهما، قبل أن تشرع امرأة بركن سيارتها ضمن مجال نظرهما، الأمر الذي استدعى إعلان هدنة مؤقتة تهدف إلى الصراخ بإرشادات ركن السيارة بصوتٍ عال ونبرة هستيرية وحركات باليدين توحي بأن السائقة تقود سفينة عملاقة نحو جبل من الجليد في منتصفه بركان ثائر، أو قطاراً بلا فرامل في طريقه لتدمير قرية مليئة بالمدنيين الأبرياء النيام.