تغطية إخبارية، دليل الحدود

دليلك للتمييز بين كأس العالم وموسم الحج

علياء علعلون - مراسلة الحدود لشؤون المونديال لمن استطاع إليه سبيلا

Loading...
صورة دليلك للتمييز بين كأس العالم وموسم الحج

يسود اعتقاد غريب بين المسلمين الجُدد بأنّ عُمّال الملاعب استشهدوا أثناء بنائهم كعبة جديدة في الدوحة يحج إليها الناس من كل فجٍّ عميق فتعلوا تكبيراتهم لتشق آذان المشركين وتكسر عيون الحاسدين، لكنّ الواقع للأسف يقول إنّ من يقف وراء الحدث الآن هو مؤسسة سويسرية كافرة تدعى "الفيفا" ولا تستطيع تغيير موعد الحج إلى ربيع الثاني مهما أغدقت عليها قطر من الرشاوي، فإذا رأيت المشجعين يدخلون الدوحة أفواجا دون ملابس الإحرام، لا تهلع، ولا يأخذنك الحماس فتطالبهم بدفع الجزية، هدّئ من روعك، هؤلاء مجرد مشجعي كرة قدم جاؤوا لدعم فرقهم الرياضية المفضلة في بطولة تدعى "كأس العالم". 

وتجنباً لهذه اللبس، نُقدم لك دليلاً للتفريق بين أضخم حدثين رياضيين تستضيفهما دول إسلامية. 

أولاً: المونديال لا يتضمن رجم إبليس

رغم شحذها عزيمة حماة الدين ومنحهم فرصة رمي التصريحات والتغريدات على كل من يعتقدون أنّهم أباليس عبر صفحات منصاتها الإعلامية وفي مواقع التواصل الاجتماعي، إلّا أنّ قطر لم توفّر نسخةً فيزيائيةً من هذه الخدمة في المونديال مع الأسف. فإن كنت تنوي حضور كأس العالم ورأيت الشيطاين الذين أخبرتك الجزيرة عنهم يمشون في شوارع الدوحة حاملين أعلام قوس قزح، تمالك نفسك وتجنّب رجمهم، كي لا تُحرج خليفة المسلمين الجديد تميم بن حمد وتضطره إلى رميك في زنزانة بجوار إبليس نفسه ثمّ تُخيّب أمل الرعيّة حين يسمعون خليفتهم يعتذر للعالم ويتضامن مع المثليين رغماً عن أنفه مرتدياً عباءة بألوان قوس قزح.  

ثانياً: المتعة

يُمثل الحج تجربة روحية ممتعة ومفهومة بالنسبة للحاج الذي يذهب إلى مكة وهو يعلم مسبقاً ما الذي سيؤديه من مناسك وبمن سيلتقي من بشر دون مفاجآت ومنغصات؛ فلا يستقبله كريستيانو رونالدو على أبواب الكعبة ليحدثه عن رسالة كرة القدم وسماحة البرتغال وضرورة الانضمام إلى صفوف مشجعيها، كما أنّ الحاج بإمكانه إنهاء المناسك ثمّ التوجّه إلى جدة للاستمتاع في إحدى الملاهي الليلية الجديدة خلافاً لمشجع كرة القدم المحروم حتى من شرب البيرة.

ثالثاً: الحج لا يتضمن إسرائيليين

لن تُعرضك تجربة الحج إلى الإحراج الذي ستتعرض له حين تذهب إلى المونديال وتتعرقل بالإسرائيليين الذين جاؤوا بطيرانٍ مباشر إلى منارة الإسلام والعروبة بعد افتتاح قنصلية خصيصاً لرعايتهم، إذ لن تتلعثم عند الدفاع عن قطر وتُجبر على الحديث عن الاعتبارات السياسية وصلح الحديبية مرّة أخرى.

شعورك تجاه المقال؟