ثلاث فوائد لمحمود عباس لا يعرفها الفلسطيني ولا الإسرائيلي بصراحة
بسمة طعروص - مراسلة الحدود لشؤون مواهب أبو مازن المدفونة
١٣ نوفمبر، ٢٠٢٢
يسود اعتقاد مغلوط بين الفلسطينيين بأنّ سيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن، هو مجرد عالة، خائن للقضية وأنّ فرحة الإسرائيليين لا توصف لأنّهم نجحوا في تشغيله بخدمتهم، لكن الواقع يؤكد أنّ أبو مازن عالة، خائن للقضية إلا أنّ خيبة الإسرائيليين لا توصف لأنّهم نجحوا في تشغيله بخدمتهم، إذ أدركوا أخيراً بأنّ عدواً عاقلاً خير من صديق أحمق.
إنّ إثبات محمود فشله حتى في الخيانة لدى عجزه عن السيطرة على التنظيمات المُسلحة في الضفة الغربية أو معرفة أعضائها يُهدد بتخلي إسرائيل عنه ورميه في وجوهنا لتنقلب قواعد اللعبة لصالح العدو حين يقرر أبو مازن أن يصبح صديق الفلسطينيين.
وتجنباً لهذه الكارثة سنحاول في النقاط التالية إطلاع الإسرائيليين على فوائد لأبو مازن لم تخطر ببالهم من قبل علّهم يحتفظون به لأنفسهم.
التشويش على الرأي العام
تُدرك إسرائيل أهمية أن تحظى بشريك محلي يشاركها عبء سحل الفلسطينيين في الشوارع والسجون ويقاسمها صنع مآسيهم، لكنّ براعة أبو مازن في هذا المجال تتخطى هذه الإنجازات البديهية؛ فالرجل يظهر في الأوقات الصعبة ويُغرِق العالم بعشرات الفيديوهات الطريفة التي يسرد فيها خواطره عن الأحداث كما توقعها الجميع تماماً، فيديوهات توازي فيديوهات السيسي في جودة الكوميديا فيها ينشغل الرأي العام في مشاهدتها وتداولها ودمجها مع مقاطع عادل إمام بما يمنح إسرائيل فرصة ممتازةً للتغطية على جرائمها والتستّر على قتلاها في الاشتباكات.
رفع معنويات الإسرائيليين
في الوقت الذي يعاني فيه الإسرائيليون من العيش في قلقٍ وذعر مستمرين بشأن أصحاب الأرض التي سرقوها والذين لا يتركونهم يهنأون بها، من الجيد أن يروا وجهاً بشوشاً يُحدثهم عن السلام والوئام والعيش المشترك. وقد أثبت أبو مازن بأنّه أحلى لعبة محشوة بالقطن تُهدئ من روع الإسرائيليين فتقول "سلام"، "سلام" كلما ضغطوا عليها، والأجمل من ذلك هو تمتعها بمحرك متين وبطارية قوية لن تخذلهم حتى إن ضربوها بالحائط لعقود، بل ستستمر بترديد الأسطوانة بوتيرة أسرع "سلام سلام سلاام سسسلااام سلام سسسسلاااام" وقد تصبح أكثر تسلية إذا ضغطوا عليها بقوة فتقول "سسلام سلام حلَوا عن صدورنا سلاا سسسلام، فضلاً عن تضمنها ميزة البكاء التلقائي عند وضعها في جنازات رؤساء إسرائيل.
إعادة تشكيل مفهوم البطولة
إنّ تخلّي محمود عن القضية الفلسطينية التي يجب أن تكون جوهر سياساته الداخلية والخارجية هو دوناً عن غيره وعدم تكبّده حتى عناء رفع أبسط الشعارات التي يرفعها أي رئيس عربي أسهم في خفض سقف توقعات الشعوب العربية بالمجمل، وقد عادت حماقة محمود في هذا الشأن بفائدة مزدوجة على إسرائيل؛ فجعلت خبر تطبيع الدول العربية خبراً عادياً لا جديد فيه، وأعادت تشكيل مفهوم البطولة، ليصبح فرش الملك عبد الله الثاني ثلاث سجادات في المسجد الأقصى عملاً بطولياً يستحق التصفيق والإشادة وكتابة المعلّقات.