لم لا يقيم السيسي مشاريع حقيقية؟ الحدود تسأل والسيسي يسأل صندوق النقد الدولي الذي وعده أنه سيجيب ولكن بعد الموافقة على شروطه
ربحي الشوبلايطي - خبير الحدود لشؤون الاقتصادات المُفجرة ثنائياً
٠٣ نوفمبر، ٢٠٢٢

لماذا يبني السيسي عاصمة جديدة رغم وجود عاصمة قديمة لا تشكو من شيء لا يمكن إصلاحه بالأموال والموارد التي يهدرها على عاصمته الجديدة؟ لماذا يصر على نهج إغلاق أي مشروع لا يملكه الجيش؟ ولماذا يرى أن تطوير الحدائق يعني استبدال عشبها بإسمنت وبلاط؟ كيف يعالج فندق جديد في ماسبيرو أزمة الإسكان؟ وما هذا المجسم الممتد عبر غرفة نومي إلى الشارع؟ هل بنى جسراً جديداً يمر عبر أنفي هذه المرة؟
قد تتسرع عزيزي القارئ في الإجابة على هذه التساؤلات وتحكم على السيسي بالبلاهة والغباء أو بالشر والخباثة الديكتاتورية في سعيه لتخليد اسمه باستخدام أي مشروع ضخم عشوائي، أو حتى بالفساد واستغلال هذه المشاريع للتغطية على سرقة المليارات، أو تظن أنه يسعى إلى التلاعب غير المباشر في الأرقام التي يحبها الاقتصاديون فيصرف المال لرفع الخطوط والدوائر والأسهم الملونة في الرسوم البيانية ويصفق له الجميع. ورغم تسرعك هذا، إلا أنك على صواب تماماً؛ فكل ما ذكر ينطبق تماماً على الرئيس الدكر.
لكننا في الحدود، وفي جهودنا في التريث ولاهتمامنا في الوصول إلى جذر الحقيقة وسماع كافة الأطراف، أرسلنا هذه الأسئلة كما هي مباشرة لسيادة الرئيس، والتي لم يرد عليها طبعاً، لأنه رئيس من حجم الدنيا وفي مقام أب الدنيا، وراءه مسؤوليات وثلاثة ملياراتٍ حصل عليها من صندوق النقد الدولي وعليه الآن إيجاد أفكار مشاريع نيّرة وضرورية لا تمس حياة المواطن يصرف أكياس الأموال التي حصل عليها.
ولأننا دائماً نسبق الجميع خطوة ونصف إلى الأمام، تواصلنا مع فريق جواسيس الحدود المبعوثين إلى صندوق النقد الدولي على شكل متدربين منذ عام ١٩٩٢ وأكدوا لنا أن تساؤلاتنا وصلت السيسي بالفعل، وأثرت به مثلما تأثر بكلمات الرئيس الإثيوبي عندما حلف له أنه لن يضر مصر ببناء سد النهضة، وأنّه راسل مندوبي صندوق النقد طارحاً الأسئلة ذاتها عليهم. بعثوا لنا مشكورين تسريبات للرسائل والجوابات الحب والانتقام بين الجهتين.
هذا ما جاء في رسالة السيسي:
إلى حبايب قلبي، اللهم أدمهُم فوق رؤوسنا وجفونا،
إلى أغلى الناس في صندوق الفلوس الدولي،
وصلتني إشاعات على شكل تساؤلات عن ماهية أهداف مشاريعي التنموية الضخمة البراقة المحروسة من العين. أنا أعلم أنّ هذا الكلام الذي يفكرون به الذي لدي فكرة جيدة عنه مؤامرة تستهدف نسيج مصر الثري، الثري بالجنيهات والريالات والدراهم. مشاريعي هي أفضل مشاريع في العالم، ومستشفيات ومدارس العاصمة الإدارية الجديدة ترفع اسم مصر عالياً، أعلى مما يستطيع الإخوان رؤيته من تحت سقف المدارس والمستشفيات المُنهارة المزعومة خارج العاصمة الإدارية الجديدة. يتكلمون عن الكباري والشوارع ولا نراهم يبنون كباري وشوارع تضاهي تلك التي أبنيها. ألا يعرفون من أنا؟ ألا يعرفون من الجيش المصري؟ ألا يعرفون؟ ألا يفكرون؟ ألا؟
لن أطيل عليكم، أردت فقط أن أُعلمكم أن مشاريعي حقيقة ومُفيدة.
هذا صحيح لا؟
تظنون ذلك أيضاً بالتأكيد…. صحيح؟ أنا أصنع نهضةً لا مثيل لها.
ممم، ما رأيكم؟
تعويم الجنيه فكرة رائعة جميلة لن تقتل الناس وتشردهم، أنتم قلتم لي هذا وأثق بكم ثقة عمياء! أليس كذلك؟
تفكيك "الحماية" الاجتماعية تجعل المصري يعمل بجد دون كسل أو ملل ونصير شعب الـ١٠٠ مليون مليونير.
متأكدون؟
على أي حال، رغبت بالسلام عليكم فقط والاطمئنان على صحتكم.
راسلوني،
المخلص لكم دومآً،
Sisi :*
***
وهذا ردُّ الصندوق على رسالة السيسي:
إلى أبدولفتاه آل سيسي،
لم نقرأ في رسالتك الشكر على المليارات الثلاثة التي نرسلها لك، وتذكر أننا نفعل ذلك على دفعات يمكن وقفها في أي وقت،
أما بعد،،
يسرنا اهتمامك بنظرة صندوق النقد الدولي للاقتصاد العالمي، ومحاولتك فهم الأسباب وراء آلية عملك والذي هي عملنا بالنيابة، وبما أنك أحد المستفيدين من قروضنا (التي لم تشكرنا عليها في رسالتك السابقة) علينا بالمقابل الإجابة، وهذه الإجابة يجب أن تكون واضحة ومنطقية ومقبولة بالنسبة لك، وهذا ما نتأمله ولكن لا نضمنه.
بدايةً، إن أردت فعلاً الحصول على الإجابة، يجب أولاً الموافقة على الشروط التالية:
- التوقيع على معاهدة التساؤلات الحرة وتخصيص ٣٠٪ من الإجابات التي نقدمها لك لتحفيز استيراد الأسئلة من الخارج
- قضاء ما لا يقل عن ثلاثة أشهر في الاجتماعات مع المستثمرين الأجانب
- بيع دائرة وضع أسئلة الاختبارات لامتحانات المدارس الحكومية لأي شركة خاصة ثم التعاقد معها لتكتب هي الأسئلة
- تعويم الجنيه المصري مرة أخرى، هذه المرة في محيط أو بحر هائج وليس في مسبح الأطفال الصغير
- إلغاء علامة الاستفهام المصرية "؟" واستبدالها بالعلامة الدولية "?"
* في حال احتجت حزمة إجاباتٍ عاجلة٬ يمكنك الاتصال بقسم الطوارئ في أي وقت، وبفعلك هذا تقر بالموافقة على بيع حصص الحكومة في شركات الاتصالات في حال امتلكت أياً منها وسحب أسلاك الهاتف وخلع كوابل الإنترنت الحالية من الأرض.
الضمانات: قناة السويس وهرم خوفو وخفرع أو ما يعادلهم بالدولار الأمريكي الطازج.
بإمكانك إعادة هذه الرسالة لعنوان بريدنا، ومن ثم الانتظار خمسة أشهر ليراها مندوب ويتواصل معك، إن شاء الله.
توقيع العميل:
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أسخف التمنيات،
فريدريك بوكسراتو
ابن أخت متدرب يعمل تحت مسؤول من الدرجة الخامسة في صندوق النقد الدولي.