تغطية إخبارية، خبر

باحث متخصص بسياسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يكتشف وثائق تشير لانعقاد قمة عربية في الجزائر

بدر شكوان - مراسل الحدود لشؤون اللًُقى الأثرية

Loading...
صورة باحث متخصص بسياسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يكتشف وثائق تشير لانعقاد قمة عربية في الجزائر

في خضمّ عمليات البحث والتنقيب عن المعلومات بين أكوام الملفات التي يعلوها الغبار داخل الأدراج المخفية وعلى رفوف الخزائن المهجورة، ذُهل الباحث والمحلل الاستراتيجي المتخصص بسياسات الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأستاذ الدكتور جلمود طرنجة عندما وجد شذرات وثائق غريبة نصفها ممحي بالكاد تُقرأ، ليتبين له بعد جمعها وفك طلاسمها أنها تُفيد بانعقاد ما سمّي "قمة عربية" في الجزائر.

ولدى محاولته قراءة تلك الوثائق، وجد طرنجة مصطلحات تاريخية لم تعد متداولة في اللغات المحكية اليوم مثل "الأمن الغذائي" و"المصالحة الفلسطينية" و"توطيد الأمن في المنطقة"، لكن أكثر ما أثار استغرابه هو أن تلك الوثائق أفادت بأن هذه القمة هي الدورة الواحدة والثلاثين! ما دفعه إلى جلب مجموعةً من أفضل المناظير والمكبّرات ليبدأ رحلته في التنقيب عن آثار الدورات الثلاثين السابقة لها.

وحذر طرنجة من أخذ المعلومات الواردة في تلك الوثائق على محمل الجد قبل التحقق من صحتها، مثيراً الشكوك حول مصداقيتها ودقتها في توثيق المعلومات "تذكر الوثائق أن هذه القمة تنظمها مؤسسة تدعى جامعة الدول العربية، لكن طوال مسيرتي البحثية لم أجد أثراً لهكذا مؤسسة".

كما يعتقد طرنجة أنه يجب التحقق من استيعاب كاتب تلك الوثائق ومدونها لدلالات مصطلحات اللغة العربية ومعاني كلماتها وفيما إذا كان عربياً حقاً، إذ كتب بإحداها أن عنوان القمة هو "لم الشمل" مع أن أنها شهدت  غياباً سعودياً إماراتياً بحرينياً سورياً أردنياً مغربياً، رغم أن الدلائل تشير إلى معرفة  الكاتب بذلك   وإصراره على تسميتها قمة "عربية" بدلاً من قمة جزائرية تونسية.  

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.