تغطية إخبارية، خبر

صندوق النقد الدولي يؤكد أنه لا يمنح الأسماك وإنما يعلم الدول الصيد، شرط توقيعها اتفاقية الصيد الحر ثم استيراد الأسماك من الخارج وتكسير الصنارات المحلية

غالب طواحيني - مراسل الحدود لشؤون برامج الاغتصاب الهيكلي

Loading...
صورة صندوق النقد الدولي يؤكد أنه لا يمنح الأسماك وإنما يعلم الدول الصيد، شرط توقيعها اتفاقية الصيد الحر ثم استيراد الأسماك من الخارج وتكسير الصنارات المحلية

صرّحت مديرة صندوق النقد الدولي كريستينا جورجيفا أنّ الصندوق يضع مساعدة الغير والبر والإحسان ورفد الشعوب المتخلفة الرجعية من الفقر في أعلى قائمة أولوياته، ولكنه لن يعطيهم سمكة اليوم وأخرى غداً، بل يريدهم أن يعتمدوا على أنفسهم بتعلمهم الصيد على الطريقة الصحيحة؛ دون قارب، على ظهر اتفاقيات استيراد الأسماك من الخارج، بحدود مفتوحة أمام السمك الرخيص، شرط أن يحلّوا مصانع الصنارات المحلية ويحرقوا شِباك الصيد ويخلعوا أسنانهم حتى يأتي مستثمر أجنبي يمضغ السمك الرخيص عنهم ويبصق أشواكه في وجوههم.

وأكدت كريستينا أن الأموال التي يرميها الصندوق في وجه الدول المستدينة هي بالطبع حسنات، لكن ليست لوجه الله "نحن لدينا أطفال لنطعمهم أيضاً! ولا نستطيع توزيع القروض غير المشروطة على حكومات العالم ونترك لهم حرية استخدامها فينشئون المصانع ويشغلّون المواطنين ويدعمون الإنتاج المحلي ويقللون الكلف الإنتاجية وتحقق منتجاتهم تنافسية عالية في الأسواق العالمية بما يضبط ميزانهم التجاري واحتياطاتهم من العملة الصعبة فيستطيعون سداد القروض والاعتماد على أنفسهم لنخسرهم كزبائن يقوم عليهم نموذج عمل متجرنا".

<p>صورة مُسربة من كتيبات تدريب مسؤولي الصندوق الجدد بعنوان «أصول التعامل مع العميل»</p>

صورة مُسربة من كتيبات تدريب مسؤولي الصندوق الجدد بعنوان «أصول التعامل مع العميل»

وعند سؤالها عن سبب معارضة الصندوق لدعم أسعار السلع وتوفير الرعاية لأكثر فئات المجتمع حاجةً لقطاع عام يوفر خدمات صحية وتعليمية مجانية، وطلب الصندوق تفكيك المؤسسات وخصخصخة القطاعات في أكثر أيام الأزمات الاقتصادية ظلاماً، أكدّت كريستينا أنّ الشعوب كلأطفال الذين يتعلمون السباحة "لن يتعلموا العوم إلّا إذا رميت أجسادهم بالمياه فجأةً. إذا ظلوا متكئين على الحافة لن يحاولوا السباحة ولن يختبروا تجربة الغرق، عليهم أن يتقنوا السباحة بما يسمح لهم بالبقاء في المسبح طوال حياتهم. لذا، يجب أن تُقطّع أيدي الأطفال المتشبثة بالحافة وأرجلهم وتُقتلع عيونهم".

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.