سماعة أذنين رخيصة تصيب شاباً بالصمم هو وأربعة كانوا يجلسون بقربه
هاشم فتّاحة - مراسل الحدود لشؤون الهدوء ما بعد العاصفة
٣٠ أكتوبر، ٢٠٢٢
تعرض الشاب حسام الكُر لإصابات بالغة دائمة هو وأربعة منّ الله عليهم بالجلوس إلى جانبه في ساعة مُباركة؛ تلك الساعة التي قرر فيها أن يُطرب على أغنية «الدبكة هي چوبي» الثرية بالطبول الجهورية على سماعته الجديدة التي حصل عليها بسعر "محروق" وحرقت بدورها الأذن الداخلية والوسطى والخارجية والعصب السمعي والمُخ لكل مَن كان ضمن قطر ١٠٠ متر من موقعه.
وذكر أحد الناجين من الحادثة أن الأبله جَلّس ظهره على الكرسي وفتح العلبة الكرتونية بفخر أمامنا في المكتب مُخرجاً سماعة بلاستيكية من نوع «شوني» وقرر أن يجرب السماعة بمهاتفة زوجته في مكالمة حساسة وسريّة كان مُتأكداً أننا لم نسمع منها أي صوت، بدليل توزيعه للابتسامات وهي تقول له ألّا يخرج مع محمود التافه ليلعب الشدّة اليوم لأن لديه بيت يلمّه وعائلة من الجميل أن يتذكرها بين الحين والآخر.
وقال الشاهد إن نقطة التحول الحقيقية بدأت مع تشغيل حسام الموسيقى واكتشافه أن قطعة الخردة لا تعمل جيداً ويُعاني صوتها من خشة وبحة وانخفاض غريب في الصوت والجودة "دون أن يعلم أننا نحن في العالم الخارجي نسمع بنقاء ووضوح وعلو صارخ؛ فبادرَ برفع مستوى الصوت إلى ٢٤٠ ديسبل* وبدأت الغرفة تهتز، والدماء تتدفق من الآذان والأنوف، وأصيب حُسام بنوبة صرع منعته من إيقاف الموسيقى التي أركعت مَن حوله بألم قبل أن يسقطوا على الأرض في وضعية الجنين مغشياً عليهم".
من جهته أكد مدير الشركة الصينية المصنعة أن هذه السماعات فخر الصناعة الصينية وقمة تفوقها على المصانع الألمانية والأميركية وحتى اليابانية التي تصرف المليارات في البحث والتطوير وصناعة نظام صوتي متكامل للبيئات الصاخبة ويخرجون بمنتج ثقيل ومكلف "لا يشبه أبداً سماعتنا خفيفة الوزن والتي تهرّب صوتاً يشغّل نادياً ليلياً وملعب كرة القدم وحفلة روك ورول دون أي صعوبة تُذكر، ويسهل استبدالها بواحدة أُخرى عندما ينتهي عمرها الافتراضي المقدّر بـ ١٥ ساعة".
* صوت محرك الطائرات النفاثة على بُعد ٩٠ متر = ١٣٥ ديسبل