قيس سعيّد يأمر بصرف مكافأة لكل صياد تونسي يتجاهل جثة مهاجر في البحر
فريد نسيان - مراسل الحدود لشؤون الترهيب والترهيب
١٨ أكتوبر، ٢٠٢٢

أمر خليفة قرطاج الرئيس التونسي مونتسكيو العرب قيس سيبويه سعيّد بمكافأة كل صياد تونسي أو غير تونسي يتجاهل جثة أي مهاجر تونسي -حصراً- غريق في البحر ويشيح بوجهه عنها، وإغداق العطايا وصرر الدنانير عليه من بيت مال التونسيين وإهدائه عباءةً خضراء مزركشة بالخيوط الذهبية امتناناً من الدولة التونسية لصونه صورتها وعدم إشغالها في توافه الأمور.
وأصدر قيس هذا القرار بعد الحرج الذي تسبب به صيادو مدينة جرجيس الذين خرجوا للبحث عن مركب مهاجرين خرج من المدينة، وإيجادهم جثثاً من ركابه، رغم أن الدولة التونسية ربتت على كتف أهاليهم وأخبرتهم أن أولادهم بمأمن في إيطاليا أو ليبيا أو الجزائر أو المغرب -المهم أنهم ليسوا غرقى- ما أحرج السلطات التونسية وجعلها تبدو كاذبة رغم صفاء نيتها وعدم رغبتها إشغال الأهالي بتسيير رحلات بحث وتفتيش عن أبنائهم فور ورود أخبار عن غرقهم، وعزمها فعل ذلك بنفسها قبل نهاية العام.
واتهم قيس الصيادين الذين وجدوا جثث المهاجرين وأبلغوا عنها بالحشرية والفضول وعدم تفانيهم في عملهم "ألم تسمعوا بحديث "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"؟ وها أنتم، بدلاً من صيدكم سمكاً تطمعون به أطفالكم، اصطدتم جثثاً طافيةً أطعمتم بها غضب الجماهير، وها هي جرجيس تهدد بإضراب عام نتيجةً لذلك. لم تكتفوا بقطع أرزاقكم المقطوعة بالفعل، بل قطعتم أرزاق مدينة كاملة أيها اللئام!".
ووعد قيس الصيادين الوطنيين الذين سيلبّون نداء الدولة في المرحلة المقبلة ويغضوا نظرهم عن الجثث من حولهم بتشكيل كتيبة "فرسان أعالي البحار" التي ستتبع لخفر السواحل، كما ستٌزوّد مراكبهم بطوربيدات بحرية قدّمها الاتحاد الأوروبي عطيةً للدفاع عن مياه البحر وحل مشكلة مراكب المهاجرين بإخفائها تحت سطحه.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.