إضافة دواء السرطان إلى قائمة الأشياء التي تقتل أطفال اليمن
لب الدين كرموعي - مراسل الحدود لشؤون الموت الرحيم
١٧ أكتوبر، ٢٠٢٢
حققت الأطراف المتنازعة في اليمن التعيس تفوقاً باهراً قلبَ موازين واستراتيجيات الصراع ضد الأعداء من المواطنين اليمنيين، تمثل بنجاحها في قتل أطفال يمنيين مصابين بالسرطان عبر إعطائهم جرعات ملوثة ومنتهية الصلاحية، ليضاف دواء السرطان إلى غارات التحالف الجوية ورشقات الحوثيين الصاروخية والألغام المتفرقة والرصاص الطائش وغيرها من مسببات الموت الكلاسيكية التي ملّها اليمنيون خلال السنوات السابقة.
وأهدى وزير الصحة والإسكان في حكومة الحوثي طه المتوكل -على الحوثي- هذا الإنجاز لكافة الفرقاء المتناحرين على أرض اليمن، الذين اتفقوا مرة أخرى على التعاون لسحق أطفال اليمن، مؤكداً أنه إنجاز يحسب لهم جميعها "تُعرقل الحكومة التي تحظى باعتراف دولي استيراد الدواء وإيصاله إلى مناطقنا، لنرد عليهم بدورنا -نحن حكومة الحوثي التي تحظى باعتراف الحوثي- بالتدلل عليهم وعلى أدويتهم ما يساهم بتأخير الدواء فترات أطول، ويساندنا على الطرف الآخر التحالف الغاشم الذي يُفتّش سفن الدواء القادمة إلينا مباشرة، لنضمن سويةً عدم تسرب جرعة دواء واحدة صالحة للاستعمال الطبي".
وأدت هذه الجهود الحثيثة من أطراف النزاع في اليمن إلى إفراغ المشافي من الأدوية، لتتابع معروفها وتوفّر جرعات مهربة عالية التلوث منتهية الصلاحية في الصيدليات الخاصة، ثم تتكفل بدفع أهالي الأطفال إلى تلك الصيدليات، فيما تقف على قارعة الطريق تراقب بطرف عينها، لتبدأ الاحتفال وتبادل القبلات والتبريكات وإطلاق النار في الهواء مع رؤيتها تساقط جثث الأطفال.
من جانبه، هنأ التحالف "العربي" بقيادة السعودية نفسه والحوثيين بنجاح التجربة المبدئية، داعياً إلى اعتمادها بأقصى سرعة لتشمل أدوية أمراض أخرى أكثر شيوعاً من السرطان؛ كالإسهال والصداع والرشح والزكام والكوليرا، لتحقيق أكبر خسائر في صفوف الأطفال اليمنيين، خاصةً مع تناقص أعداد الضحايا منهم في ظل ضغوط وقف إطلاق النار والهُدنات المتتالية.