قيس سعيّد يأسف لعدم تقدير التونسيين تعبه في بناء نظام ديكتاتوري محترم
زهية بهلوطعشان - مراسلة الحدود لشؤون الدكتاتوريات الناشئة
١٦ أكتوبر، ٢٠٢٢

عبّر الرئيس التونسي المنتخب ديمقراطياً لأول مرة يأمل أن تكون الأخيرة، حبيب الشعب والشعبوية، نصير الثوار، رفيق الأحرار، ناظم الأبيات الشعرية بالخطوط الأندلسية، مُحطّم النخبوية، قاهر الحزبية، غالب المطالب النقابية، فصيح اللسان، رفيع المقام، قيس سعيّد، عبّر عن شديد أسفه وعميق حزنه لتبخيس التونسيين إنجازاته وعدم تقديرهم تعبه وتثمينهم جهوده في الارتقاء بالنموذج الدكتاتوري للدولة ومحاولته الجادة لبناء نظام دكتاتوري صلب يناسب تطلعاته ومتطلبات العصر الديكتاتورية من تُهمٍ معلّبة للمعارضين وأسلوبٍ خطابي تجديدي ثوري.
وتساءل قيس عن سبب استمرار التونسيين بالتظاهر وتجاهلهم صحة رئيسهم النفسية "قيس يتعب ولا أحد يلقي بالاً، قيس يحلّ مؤسسات الدولة ولا أحد يعينه على بناء مؤسسات جديدة، قيس يصل الليل بالنهار ويستنزف طاقته في ملاحقة المعارضين، وما إن يغمض جفنه حتى يوقظه آلاف المحتجين المتذمرين الذين ينتقصون من إنجازاته، ماذا تريدون من قيس أن يفعل؟"
ورجّح قيس أنّ الشعب التونسي غير مُهيأ للديكتاتورية العصرية، وما زال عاجزاً عن فهم آليات القمع الثوري وتدابير الأنظمة السلطوية الحديثة "يعود السبب باعتقادي إلى تراث نظام بن علي البائد الذي أثبت أنّه ديكتاتورية غير مستقرة تركت للشعب هامش حركة للتمرّد والثورة، ناهيك عن الجهل المنتشر بين الأحزاب؛ والذي دفع الحزب الدستوري الحر الذي كنت أعوّل على وعيه إلى الانجرار وراء شعارات الديمقراطية الفارغة التي ستعيد النظام الديكتاتوري التونسي الناشئ ألف سنة إلى الوراء".
وأكّد قيس أنّ تشييد الدكتاتورية لا يحدث بين ليلة وضحاها "من الطبيعي أن نواجه أياماً صعبة يشكتي فيها المواطنون غلاء المعيشة ونقص الحليب والسكر وقلّة الوقود، لكننا سنضاعف الدعم وسنؤمن المزيد من رجال الأمن المزوّدين بقوانين تساعدهم على حلّ أزمة شكاوى المواطنين، ثمّ سنعيّن قضاة لتنفذ قوانيننا، وشيئاً فشيئاً ستختفي الظواهر السلبية في البلاد مثل النقابات والأحزاب ولن يكون هناك مكانٌ للأزمات الاقتصادية ولا المتحدثين عنها".
واختتم قيس حديثه "من حق تونس أن تنتصر لثورتها وتستقر على ديكتاتورية متينة لا مكان فيها لقتل المتظاهرين وملاحقة المحتجين في الشوارع. لتكون دولةً حضارية تملك ما يكفي من القدرات الاستخباراتية والتكنولوجية لجمع المعارضين سراً فإخفائهم فتغييبهم، ثمّ قتلهم بعد عمليات تجسّس نوعية شأننا شأن أي ديكتاتورية محترمة تعيش وتزدهر في هذا العصر".
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.