تغطية إخبارية، رأي

خاص الحدود - بشار الأسد يكتب: "يتحدثون عن غرف الملح في سجن صيدنايا، علينا أولاً أن نعرف ماذا يعني صيدنايا ومن أين أتت التسمية؟"

الدكتور بشار حافظ الأسد، الفريق الأول الركن المظلي الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي العالمي الرفيق الطليعي قائد مسيرة التطوير والتحديث، المندوب السامي للإمبراطورية الروسية في شرقي المتوسط

Loading...
صورة خاص الحدود - بشار الأسد يكتب: "يتحدثون عن غرف الملح في سجن صيدنايا، علينا أولاً أن نعرف ماذا يعني صيدنايا ومن أين أتت التسمية؟"

أيتها الأخوات وأيها الإخوة، 

انطلاقاً من مواقفنا العروبية الثابتة، أكتب لكم باسمي، وباسم حزب البعث العربي الاشتراكي، وباسم الشعب السوري العربي الاشتراكي كذلك.

تسارَع دوران ماكينة الغرب الإعلامية في الآونة الأخيرة وانبثقت عنها تقارير تتحدث عن "التعذيب" في أحد "السجون" السورية، وعن وجود غرفٍ للملح توضع فيها "الجثث" التي لاقت "حتفها" في سجن صيدنايا على وجه الخصوص. في الواقع، نحن سعداء جداً أن البعض ممن لم يستطيعوا قول كلمتهم على الأرض، لجؤوا إلى تلفيق أقاويل أسيادهم ومموليهم في الجرائد والصحف الإلكترونية. لكن قبل الخوض في تفاصيل هذه الادعاءات، أجده لزاماً علينا كدولةٍ جابهت رياح الإرهاب العاتية الوقوف على نقطتين؛ الأولى هي: لماذا "ًصيدنايا"؟ والثانية هي: تعريف التعذيب وتعريف الملح كما تقول الحقائق وليس كما يريد الأمريكي أو الإسرائيلي.

لا بد هنا من النظر في ما وراء الكلمات ضمن سياقها الزمني وعدم الاكتفاء بقشور العبارات التي يشكّل الغربي من خلالها وعياً جمعياً يتعايش مع سلوكياته الاستعمارية ويطبّع معها. فكلمة "صيدنايا" تعود في أصلها إلى اللغة الفينيقية، ووجودها حتى اليوم يعكس ثبات سورية وتأصّل جذورها في قلب الحضارة أمام دولةٍ أسسها مجموعة لصوص مهاجرين في القرن الثامن عشر تسعى واهمة إلى إعادة نهج الإمبراطوريات الاستعمارية.

"صيدنايا" كلمةٌ تعني "أرض الصيد" في اللغة الأم، وبقراءةٍ موضوعية متأنية، يسقط مباشرةً القناع الذي تحاول بعض الأدوات الصهيونية المأجورة ارتداءه، ونستطيع أن نرى سبب اختيار هذه المنطقة تحديداً ليمارس الغرب وأتباعه المرتزقة في المنطقة هوايتهم في "الصيد" بالماء العكر والنيل من موقف سورية في هذا الوقت تحديداً!

ولكن دعونا نفترض أن تلك الأدوات الإعلامية لم تقصد هذا المعنى، ففي سورية دائماً هناك افتراض حسن نية وبابٌ مفتوح للحوار، والحوار هنا نقصد فيه التحاور والمحاورة وتبادل وجهات النظر السليمة، أما تراشق التهم والأكاذيب فهذا يردّ عليه جيشنا والجيش الروسي والإيراني وحزب الله على الأرض، لا في حروب الفضاء والبث. لنفرض جدلاً أن المقصود من كلمة "صيدنايا" في هذا السياق معناها الفينيقي الآخر، إله الصيد، فما معنى ربط اسم سورية بإلهٍ تاريخي؟ إنه يعني إفلاساً غربياً فشل في النيل من سورية وصمودها بالقوة العسكرية والحصار الاقتصادي جعلهم يلجؤون إلى تفتيت مكوّنها الاجتماعي والديني من خلال بوابة الترويج إلى تعدد الآلهة ونشر قيم الليبرالية الحديثة.

في الحقيقة، أود التطرق إلى الجزئية الثانية من تلك الادعاءات، وهي "التعذيب". التعذيب في اللغة العربية هو جعل الشيء عذباً، وماء البحر ليس عذباً بطبيعته، إذ يشوبه الملح؛ الأمر الذي تمكّن من خلاله مروّجو تلك الأقاويل إلى ربط الملح بالسجون الكبرى في سورية، كما أن هذا الادعاء يفترض وجود سجون كبرى وسجون صغرى، ويفترض أيضاً تنوع السجون داخل أراضي سورية، إلا أن الواقع يقول إن أراضي سورية كلها كسجونٍ نموذجية بشوارع وحدائق وأبنية وليس العكس.

السجناء الحقيقيون هم سجناء التبعية، 

الخلود لرسالتنا،

والسلام لبوتين، ولروسيا

columnist

الدكتور بشار حافظ الأسد

وريث رئاسي.

شعورك تجاه المقال؟