لايف ستايل، دراسة

متذوق للجاز والبلوز يرفض أغاني الراب العربية الدخيلة على مجتمعاتنا

بهيّة فتكات - مراسلة الحدود لشؤون النقائية الانتقائية

Loading...
صورة متذوق للجاز والبلوز يرفض أغاني الراب العربية الدخيلة على مجتمعاتنا

قطّب الأستاذ العلّامة لؤي تهنعوني حاجبيه وأعرب عن امتعاضه متسائلاً: ما هذا القرف؟ أثناء تسلل أغنية راب باللغة العربية إلى مسامعه من مذياع سيارة مارقة، مُغلقاً أُذنيه بأصابعه خوفاً على ذائقته الموسيقية من التلوث بـ "تعبيرات ممسوخة مستنسخة دخيلة على مجتمعاتنا لا تُعبّر عن هويتنا الموسيقية الأصيلة"، وذلك قبل أن يتوجّه إلى غرفته كي ينظفهما بموسيقى زياد الرحباني وهو يدق نوطة الجاز على الربابة وسلمى تُغني un qu'est ce vous voulez venir prendre un verre chez nous بمهارة على مقام الصبا.

لؤي يلقننا درساً في الموسيقى العربية الأصيلة

لدى سؤال لؤي عن ماهية الهوية الموسيقية العربية الأصيلة، ضحك وتفاجأ بأننا لا نعرف، ومن ثم بادر لشرح نظريته الموسيقية حول تاريخ تطور الأذن العربية الوسطى "في الحقيقة، إن نظرنا إلى أرشيف عاصي الرحباني ورياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب ووردة الجزائرية وري تشارلز، سنجد تبلوراً واضحاً لهوية موسيقية وليدة المنطقة بأنامل قامات عريقة خلقت العجلة عوض ركوبها، وابتكرت موسيقى جديدة تُمثل تاريخ المنطقة وتحكي صوتنا، مستلهمين من الموسيقى الأرمنية والسلاڤية والمعزوفات الكلاسيكية التي نسخوها كما قبل أن يضيفوا إليها الإلكتريك جيتار ويغنّوا بالفرنسية".

<p>لويس أرمسترونغ حفيد المنطقة ووليدها الغالي</p>

لويس أرمسترونغ حفيد المنطقة ووليدها الغالي

<p>شباب من حواري شيكاغو يحاولون تسلق سلّم الموسيقى العربية</p>

شباب من حواري شيكاغو يحاولون تسلق سلّم الموسيقى العربية

<p>اخترعت الإذاعة المصرية آلة الكمنجة أثناء نضالها ضد تأثير الاستعمار على الثقافة العربية </p>

اخترعت الإذاعة المصرية آلة الكمنجة أثناء نضالها ضد تأثير الاستعمار على الثقافة العربية 

الراب العربي: لؤي يستعرض المشاكل والإشكالات

يقول لؤي إنه -بعد أن تحمل الاستماع لباقة من أغاني الراب لمدة خمس دقائق- استطاع تشخيص حالتها والعثور على العثرات والمغالطات التي وقع بها أشباه الموسيقيين "ألّا تلاحظون الشبه بين الراب الحقيقي والراب العربي؟ كلاهما يأخذان النمط السريع في الغناء والإيقاع ويلحقون قافية واضحة؛ ما يؤكد أنّ "الراب العربي" ما هو إلّا نسخة رديئة من الراب الأميركي أو الفرنسي، تسلّل إلى الثقافة العربية لأنه يستعمل الكلمات والأصوات العربية ويخرج من وجوه وأفواه عربية".

وأضاف "ماذا يقصدون بـ «بوم باخ» أو «إذا للتبانة باب أنا للتبانة درب» أو «شمال أفارقة الحركة بركة»، أنا لا أفهم عليهم! يرمون كلماتٍ عشوائية عوض تكوين جُمل واضحة ذات معنى ورسالة مفهومة مثل «ليالي الأُنس في فيينا» أو «بيت صغير بكندا» التي لن يحلموا بالهجرة إليها إن استمروا بإنتاج هذا الهُراء الذي لم ولن يستمع إليه أحد".

الجاز والبلوز: تاريخ عضوي مشرقي أصيل، كما يقول لؤي

"في نظرة على التاريخ السمعي للمنطقة الناطقة بالعربية" يقول لؤي: "نجد أننا نمثل جذور الجاز والبلوز قبل سرقة نيو-أورلينز لإرثنا هذا، فالمغنون السود أخذوا أذنهم الموسيقية من أسلافهم الإفريقيين ودمجوها مع أساليب الموسيقى الأوروبية، وكلا المدرستين سرقتا الموسيقى العربية الأندلسية وأصوات الحيوانات العربية الأصيلة، مثلما فعلتا مع الروك، والكلاسيكيات، حيث استلهم ڤيڤالدي سيمفونية الفصول الأربعة من «لمّا بدا يتثنى»، نعم، كُل الموسيقى وليدة المنطقة العربية… إلا الراب إلّا الراب".

<p>أسلاف لؤي وهم يؤلفون Hit the Road Jack الأصلية</p>

أسلاف لؤي وهم يؤلفون Hit the Road Jack الأصلية

شعورك تجاه المقال؟