لايف ستايل، الحدود تسأل والحدود تجيب

لماذا لا يطلب ابن الرئيس يد أختي؟ أنت تسأل والحدود تقرأ الفاتحة

أبو صطيف بكر علي أحمد اللوز - مراسل متنكّر بثياب رئيس التحرير

Loading...
صورة لماذا لا يطلب ابن الرئيس يد أختي؟ أنت تسأل والحدود تقرأ الفاتحة

أعزائي القُراء. ومضت أجهزة استقبالنا وأصدرت أصواتاً غريبة عندما وصلتنا رسالة من القارئ الشاب معتز عز السماح قبقاتي يسألنا فيها عن أخته وأخت مستقبله. تالياً نص الرسالة:

"حضرة السيد الرئيس -المحظوظ- أبو صطيف بكر علي أحمد اللوز. 

عندما كنت طفلاً شقياً، كنت أرى السعادة والنقود والنشوة على وجوه رؤساء الدول، والهيبة والجاه والقيمة والبهرجة عندما يدخلون الغُرف، والتدافع والصراخ والتلاسن في الجماهير التي تمّد أيديها من بين الكتل اللحمية المتراصة في محاولتهم  للسلام على القائد وتلمسه والتبرّك به.

تجرأت يوماً وشاركت أحلامي مع والدي وقلت له إنني أريد أن أصبح رئيس دولة عندما أكبر، حينها ضحك وضحك وبدأت تتحول الضحكة ببطء إلى حاجبين معقودين وفم يصرخ مطالباً جلوسي في غرفتي لوحدي حتى أفهم خطأي واسم عائلتي ونسبي.

هذه الحادثة لم تمنع تراود الأفكار المجرمة، وفي يوم من الأيام، وقعت عيني على زوجات وبنات وأخوات الرؤساء. يا سلام، سعادة ونقود وهيبة ورفاهية وملابس ورحلات وسيارات وجهاز حماية خاص، مصورون طباخون وخدم، كل ما ينعم به القائد المُفدّى دون وجع الرأس ومسؤوليات قيادة الدولة والزيارات الميدانية المتعبة. "لِمَ لا أتزوج الرئيس؟" قلت لنفسي، قبل أن أتذكر أنني لست بالضرورة مثلياً، ولا أعرف إن كان الرئيس مثلياً، وأننا نعيش في بقعة جغرافية لا تعترف بزاوج المثليين وعلى وشك قصف أول قوس قزح يمرّ بفطرة سمائنا الزرقاء. 

الحياة تضربني وتشحطني في الشوارع التي أبحث فيها عن عمل ينتشلني مما أنا فيه من فقر وديون وتعب، آاااخ والله تعبت يابو صطيف، وذلك حفزني لأبحث عن إجابة جديدة للأسئلة القديمة. أُختي… نعم أُختي! كيف لم أفكر بها من قبل… أختي مناسبة للزواج من ابن الرئيس ما شاء الله عليها، فهي أختي، وباستطاعتها أخذنا جميعاً معها إلى الجنة وقصور الحياة الدُنيا. المشكلة الوحيدة تكمن بأن الزفت، لم يتقدم لها بعد، لا هو ولا شقيقه الصغير ولا حتى عمه العجوز. 

هل تعاني أختي من شيء لا أعرفه؟ أرجوك أجبني، لِمَ لم يطرق أحد من أصحاب السمو والجلالة أبوابنا بعد؟ ماذا أفعل أرجوك ساعدني؟ هل المشكلة بي أم بأختي أم في الباب؟

تفضل بقبول أسمى آيات الشكر والرغبة بالخلاص، 

المخلص الأبدي لك،

معتز عز السماح 

*****

مَسّتني رسالة معتز من بين كل رسائل المعجبين التي تصلني ولا أقرأها يومياً، وارتأيتُ الردَّ عليه شفوياً بينما يخط كاتب متدرب كلماتي على ورق وأنا أنهل عليه من باعي الطويل في الحياة وحكمتي وحنكتي وخبرتي ونطقي عن الهوى:

"معتز،

شكراً على رسالتك وهشاشتك. أنا عن نفسي لا أشعر بآلامك، كوني، كما تعلم، ملك ابن ملك وعندي فريق كُتاب مأجورين وغرف تعذيب وأكياس من الأموال تضعني تماماً في مصاف القادة الكونيين. ولكني لمست يأسك، وأثناء قراءتي نزل من عيني سائل في تجربة شيقة لم أعهدها من قبل. 

أذكر جيداً عندما باغت خبر خطبة ابن الرئيس الزميلة علياء والزميل رشيد، وبكوا بكاءً شديداً لتناقص فرصهم بالظفر بالقائدٍ القادم وما يأتي معه من … الخ ...الخ. .

أختك، بشكل خاص، لا تتنزه في الشانزيليزيه في الشتاء، وفي البيكاديلي في الصيف، ولم يشتري لها الوالد شهادة من مدرسة لندن للاقتصاد، وأختك يا أستاذ مُعتز لا تعلم الفرق بين شنطة ديور ٢٠٢٠ وشنطة ديور ٢٠٢١. يا مُعتز هل تضرب أختك الأرض برجلها وبمكالمة واحدة تقيل مدير إدارة السير من منصبه إن تجرأ شرطي على مخالفة "البورش" عندما تتركها في منتصف الطريق؟ أختك، تعمل وتشق الحجر، أليس كذلك؟ ماذا أثر هذا على أظافرها ونعومة يديها؛ أتظن أن ابن الرئيس والرئيس سيقبل بوضع خاتم الألماس على أيدٍ عاملة؟ 

أختك، يا مُعتز، ولدت وفي فمها ملعقة خشب تحرك بها وعاء الطعام بينما تعود أمّك من وظيفتها الثالثة. أختك لا تعلم أحداً يُدخلها إلى عليّات مدينة نيويورك، بل سيوقفها البوّاب ويسألها إن أضاعت الطريق في حال وصلت نيويورك أصلاً في أحلامها. لا تستطيع الحديث بالإنجليزية والفرنسية والإسبانية بطلاقة، والتظاهر بالاهتمام عندما يجلس ابن الرئيس جانبها ويحدثها عن بطولاته في مركز التدريب العسكري الذي يملكه البابا. أختك عادية، أختك طبيعية، أختك رعاع، ليست مثلنا نحن الرؤساء، عائلتك ليست مثلنا نحن العوائل المحترمة. وأنتَ يا صديقي، هل سيقبل الرئيس بصهر مثلك؟ 

وصلت الفكرة أم تودّ أن أكمل؟

اقرأ معي الفاااااااااتحة على روح أحلامك وطموحاتك.

مع فائق الشفقة،

مكتب ملك ملوك الحدود

جلالة أبو صطيف بكر علي أحمد اللوز قدّس الله سره"

شعورك تجاه المقال؟