لايف ستايل، خبر

لاعبو كرة قدم يقصدون المقهى لمتابعة أدائك الوظيفي وتقييمه

جوني بسطرمة - مهاجم غير صريح

Loading...
صورة لاعبو كرة قدم يقصدون المقهى لمتابعة أدائك الوظيفي وتقييمه

لجأ عدد من الأصدقاء العاملين في قطاع كرة القدم الأوروبية إلى مقهاهم المفضل "إكسل-أكشن"، بعد أسبوع عمل طويل وروتيني وممل تراوحت فيه مهامهم بين الدوري المحلي ودوري الأبطال للاستجمام وإشعال نفس نرجيلة بينما يتابعونك أثناء أداء عملك ويحللونه كما يفعلون نهاية كل أسبوع، مع انطلاق الربع المالي الجديد وتجدد منافسة الشركات.

وقال الشاب الهولندي فيرجيل فان دايك، الذي يعمل في قسم الدفاع لدى نادٍ إنكليزي يدعى ليفربول إن عيش هذا الطقس يشكل نشاطه المفضل "بعد أسبوع من الإنهاك في العمل داخل مبنى الأنفيلد الرتيب، لا شيء يضاهي إطلاق العنان لنفسك ومتابعة موظفك المفضل وهو يستقبل التوبيخات ويمرر التقارير ويحرز النقاط لشركته بكل مهارة". الشاب الهولندي أكد أنه من أنصار شركة البطّاحي-ميديا لخدمات التسويق وموظفه المفضل هو أنت "علمني أبي منذ كنت طفلاً عشق هذه الشركة بكل أساطيرها، بسام صخرة المحاسبين ونبيل ساحر خدمة العملاء ولن ننسى بالطبع نجمنا اليوم عمّار، الموهبة الصاعدة وجوكر الشركة الذي يجيد اللعب في مواقع عدة، فتارةً ما تراه في خط السكرتاريا وتارةً على جبهة التواصل الاجتماعي".

يختلف محمد صلاح من مصر مع صديقه فان دايك؛ فبالنسبة له لا مجد يضاهي ذاك الذي يغمر شركته المفضلة، العرمرم لخدمات الديكور والإكساء "اقرؤوا التاريخ يا سادة. لم تحرز أي شركة إنجازات تضاهي ما ظفرت به العرمرم رغم الميزانية المحدودة"، إلا أن صلاح يتفق مع صديقه على كونك موهبة ممتازة "لا يختلف اثنان على ذلك؛ عمّار يجمع بين سرعة الطباعة والدقة في الضرب بين أزرار المستطيل الأسود".

وأضاف صلاح أن متابعتك أنت وزملائك ومنافسيكم ليست مجرد نشاط يقضي به أوقات فراغه، بل رابطة لا يمكن تسخيفها "مسألة حياة أو موت. نحن نختلف عن بعضنا في كل شيء، إلا أننا نرمي تلك الاختلافات وراء ظهورنا حالما تدق التاسعة وتعرض الشاشة منظر مرور الموظفين واحداً تلو الآخر عبر جهاز البصمة ثم إلقاء التحية على المدير." قبل أن يقف غاضباً بعد ذلك بدقائق وهو يشاهد إعادة لفرصة ترقية ضائعة ويحاكي بيده طريقة فتح الموظف للباب، "كيف أهدرها؟ لو كنت مكانه لحصلت على الترقية. أنظر، أي موظف مبتدئ يمكنه أن يظفر بها".

بدوره، تحدّث صديقهما جوشوا كيميش من ألمانيا، والذي يعمل كموظف على خطوط الوسط، عن العالم الجذاب للطاولة الساحرة المستطيلة، "داخل كل واحد مننا صبي صغير لم ينضج بعد وحلم بسيط يتجلى بارتدائه فانيلا شركته المفضلة أينما ذهب. دائماً ما أتخيل نفسي وراء أكبر الطاولات في العالم، بينما أتصبب عرقاً لإنجاز عدة مهام دفعة واحدة خلال وقتٍ لا يكفي لذلك وأجر زهيد وسط تصفيقٍ حار من الزبائن"

وكشف مديره هانز فليك عن بعض التفاصيل التي كشفت عن ماضيه التراجيدي "كان كيميش مشروعَ مكتبيٍ ناجح في صغره. أنا وكافة المحيطون به كنا نعلم ذلك، إلا أن ممارسته بعض العادات الصحية وبنيته الجسدية لم تكن ملائمةَ لتطوّر حدبات الظهر وآلام المرافق والرسغين المرافقة لهذا التحدي عالي المستوى".

ولا يخلو الجو في المقهى من بعض المزاح اللطيف، كإطلاق لاعبي الكرة لألقابٍ على بعضهم بسبب تعلقهم الزائد بأحد الموظفين أو الطعن بأحقية آخر بالفوز بجائزة موظف الشهر أو التشكيك بنزاهة إحدى الشركات وتقرّبها من الحكومة، وهي أجواء لا تلبث أن تمسها نفحات من الجدية والصراخ والتكسير لاحقاً بمجرد حصولك على خصمٍ من الراتب لم يره البعض مستحقاً. 

شعورك تجاه المقال؟