دليل الحدود للاحتفاظ برأيك عندما يطلبه زوج عمتك
تهاني كعابص - مراسلة الحدود لشؤون الإرهاب العائلي
٠٢ أكتوبر، ٢٠٢٢
يسود اعتقادٌ مغلوط بين الشباب اليافع بأنّ الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الشباب وما يرافقه من إمكانية التصويت بالانتخابات والتدخين أمام العامة والشتم بصوت مرتفع وتلقي الفواتير وتأجيل الأقساط، يمنح الكائن البشري الحق بإبداء رأيه الصريح أمام زوج عمته، لكنّ الدراسات تؤكد أنّ التقدّم بالسن يتناسب عكساً مع القدرة البشرية على إجراء حوار حقيقي مع أزواج العمّات، ما أسهم تاريخياً بتحوّل النقاش بين أي شاب وزوج عمته إلى مانيفستو دوري يُلقيه زوج العمّة بالنيابة عن رفاقه حُرّاس بوابات العائلة في العالم أجمع، ينتهي بتصفيق حار من أفراد العائلة الأصغر سناً وقدراً، يليه تناول حلويات عربية، ثمّ يتفرّق الجمع ويعود الجميع إلى حياواتهم.
ورغم الاتفاق العالمي على هذا الترتيب الصحي والعملي للعلاقات العائلية، إلّا أنّ الوجود في جلسة عائلية يظل محفوفاً بالمخاطر منذوراً بسوء الحظ ولا يخضع دائماً لقوانين المنطق وشروط العقد الاجتماعي، وقد تجد نفسك في أي لحظة فريسة لزوج عمتك الذي سيحاول الانقضاض عليك وسؤالك بشكل مباشر "ما رأيكُ أنتَ؟"، ونخشى أنّ عدم استعدادك المُسبق لهذه المباغتة سيقود إلى انتزاعه رأيك الحقيقي على مرأى ومسمع العائلة ليسخر منه ويتبوّل عليه ويخبرك بفساد جيلك وقلة أدبك وجهلك السياسي والفني، مُطيلاً بذلك عمر الجلسة العائلية لأكثر من ضعفي وقتها الطبيعي.
إليك مجموعة من الاستراتيجيات الدفاعية التي ستُجنّبك هذه الكارثة:
استحضر ذكريات طفولتك
تؤكد الدراسات أنّ خمسة من كل خمسة مواطنين عرب يمتلكون مهارة هزّ رؤوسهم والاحتفاظ بآرائهم لأنفسهم أمام كل خطاب أبوي. تعود هذه المهارة لسنوات من الخبرة المُكتسبة في مرحلتي الطفولة والمراهقة. ما عليكَ عزيزي القارئ سوى استحضار الطفل الصغير الذي كان يُصفق لوالده بعد كل وصلة صُراخ وشتائم خشية حرمانه من المصروف؛ اخفض رأسك قليلاً إلى الأسفل وابتسم بوقار وصفق لزوج عمتك، فهو يحتاج هذا الدعم النفسي ضد العالم القاسي الذي يطحنه من كل جانب، كما احتاجه والدك من قبل، وكما ستحتاجه أنت حين تمتلك عائلة خاصة بك تحتفظ برأيها لنفسها في حضرتك.
لدى اتقانك هذا التكنيك، ستطور عزيزي القارئ، مناعة ممتازة ضد أي مفاجأة في الجلسات العائلية؛ كأن يلتقي زوجا عمتين في جلسة واحدة ويختلفا حول موضوع ما، ستجد نفسك -لاواعياً- قد استحضرت نفسك في عمر الثامنة حين كان يتجادل والديك فتدفن رأسك في التراب وتدّعي الطرش والخرس والعجز عن الحركة وتُحدّق في الحائط الفارغ حتى يتعبا من الجدل.
استخدم العبارات المساعدة
إن كان زوج عمتك من النوع المُحب للمشاركة، لا يرضى بمجرد هزّ الرأس كطريقة للتعبير عن إعجابك بما يقول، نُقدّم لك مجموعة من العبارات المُجربة مع مختلف أزواج العمّات في مختلف المواضيع التي يتناولونها:
- الله المُستعان/ يفرّج/ يطفيها بنوره
- علامات الساعة والله يا عمي
- حسبي الله ونعم الوكيل بالمسؤولين
- هؤلاء (الشيعة/السُنة/المسيحيين/المسلمين) أفسدوا البلد -بحسب الأيديولوجيا التي تتبعها العائلة- وإن كانت عائلتك متنوعة أيديولوجياً فاستخدم كلمات مضمونة تتماشى مع معظم الأيديولوجيات العائلية، فقل (الشواذ/النسوان)، ولكن حاول تجنّب هذه الكلمات كي لا تتحول الجلسة إلى سلسلة لانهائية من النكات الرديئة والمكررة.
اتّبع سياسة الأرض المحروقة
قد تواجه زوج عمّة من النوع الشرس، لا يهدأ ولا يكل قبل الانقضاض على فريسته وإجبارها على مناقشته، ولا يرضى بمغادرة الجلسة قبل الفوز بهذا النقاش أو قلب الطاولة على رؤوس الجالسين. لا تخف؛ فحتى أشرس أنواع الضباع تهدأ حين تمنحها جيفة تتغذى عليها.
تؤكد الدراسات أنّ كل زوج عمّة لديه قصة روائية أخبرها لكافة معارفه من أربع إلى تسع مرات حسب صلة القرابة؛ غالباً ما تدور أحداث القصة هذه حين كان شاباً بالعشرين وتتضمن العناصر التالية: صديق قديم (عشريني آخر أقل رجولة منه)، رجل أمن، من ثلاث إلى خمس فتيات، وصدام حسين. هذه العناصر هي كلماتك المفتاحية؛ ما عليك سوى أن تجهر بإحداها بصوت مرتفع ثمّ تغفو حتى تنتهي الجلسة التي من المحتمل ألّا تنتهي أبداً عند استعمال هذا التكتيك.