تغطية إخبارية، خبر

مستوطنون يشعرون بالانتماء لهذه الأرض

خالدة فكفك - مراسلة الحدود لشؤون البارانويا وعقد النقص

Loading...
صورة  مستوطنون يشعرون بالانتماء لهذه الأرض

مشى فلاديمير ونتاليا وأوسكار وبول ومجموعة من أصدقائهم المستوطنين، مطمئني البال مرتاحي القلوب برفقة كتيبة كاملة من الشرطة الإسرائيلية، مرتدين ستراتهم الواقية وأسلحتهم الأوتوماتيكية، على هذه الأرض التي يشعرون بالأمان فيها والانتماء لها ويرون أنفسهم عنصراً طبيعياً منها، لا يختلفون عن حشراتها الطفيلية الأصيلة التي تعيش في بيئتها التاريخية بشيء.

وأصرّ المستوطنون على التبختر بفخر على رؤوس أصابعهم بين مجموعات عشوائية من البشر الدخلاء القادمين من أقاصي سلوان والشيخ جرّاح ودهيشة والخليل، واستفزاز هؤلاء الإرهابيين الساجدين لترديد أقبح الدعوات وأكثرها عُنفاً ثمّ ضربهم تحت الشمس الشقراء من لون شعورهم، وذلك فداءً للأرض التي ضحوا لأجلها بجلدهم الأبيض الناعم المُحترق دون تململ أو انهزام أو واقي الشمس. 

وبعد تفقّد باحات المسجد الدخيل المبني على هيكلهم العتيق غير المرئي، أكمل المستوطنون طريقهم إلى حقلٍ زراعي قريب ليعتنوا بالأرض، فبدأوا بتنظيفها من الزيتون المعمّر لـ ٢٠٠٠ سنة وخلع الدحنون والأقحوان والزعتر وباقي الأعشاب الضارة من ترابها، قبل أن يهموا بالخروج بعد قتال نشب مع نبتة غريبة هاجمتهم، لونها أخضر وعليها أشواك وإبر صغيرة شرسة وتحمل قنابل برتقالية خطيرة.

وحث المستوطنون الخطى ليتجاوزوا بيوت الدُخلاء مفتوحة الأبواب والنوافذ، عائدين إلى منازلهم التي زينوها بالقضبان الحديدية والكلمات العبرية والأعلام الإسرائيلية وكاميرات المراقبة، ليفتحوا القفل الأول فالثاني فالخامس من البوابة الأولى، ثم البوابة الثانية، لينظروا إلى أنفسهم بالمرآة ويرددوا "أنت مِن هُنا أنتَ مِن هُنا أنتَ مِن هُنا" بالبولندية والروسية وإنجليزية النيويوركيين الأقحاح.

شعورك تجاه المقال؟