سائق محظوظ يجد موقفاً لسيارته في دولة مجاورة
سمير ملاعق - مراسل الحدود لشأن المواقف الدولية
٢٦ سبتمبر، ٢٠٢٢

ركن السائق المحظوظ ابن المحظوظ سعيد براطم سيارته "كيا بيكانتو ٢٠١٢" قرب مقرّ عمله دون تكبد عناء اللفّ والدوران في المنطقة أو الخوف من شرطة السير وصراخ أصحاب المنازل والمحال التجارية والبسطات والمارة؛ بعد أن حظيَ بموقف فارغ طويل عريض يتسع لسيارته ويتيح له التسلل منها بأريحية، وذلك في دولة مجاورة.
وأكد سعيد أنه وجد مكاناً لركن سيارته بفضل دعاء الحجة والدته قبل خروجه من المنزل صباحاً إلى عمله "وصلتُ مقرّ الشركة متأخراً دقيقتين فوجدت الجميع قد سبقني في الاصطفاف، فقدتُ سيارتي إلى الحارة المجاورة، ثم عبرت التقاطع إلى الشارع الرئيسي، ثم قطعت مسافة مئتي كيلومتر بسرعة قانونية حتى وصلتُ إلى حدود دولة شقيقة، وهناك سحقت دواسة البنزين وهربت من خفر الحدود، ودخلتُ إلى مدينة جديدة وثقافة جديدة وعالم جديد حيث وجدت مكاناً تمكنتُ من ركن سيارتي فيه حوالي الخامسة عصراً بالتوقيت المحلي لبلدي".
وحثّ سعيد السائقين على التحلّي بالصبر وطول البال وعدم المسارعة إلى الغضب وشتم البلدية والحكومة والطريق والناس من أول ساعة لا يجدون فيها مكاناً لسيارتهم "في النهاية ستصطف سياراتكم، لكن عليكم أن تكونوا متفائلين بحدوث ذلك، وأن تحمدوا ربكم على امتلاككم سيارات عوض التبهدل والإذلال في وسائل النقل العامة. اتعبوا قليلاً، آمنوا، قودوا بعزيمة وضعوا الموقف نصب أعينكم حتى لو قطعتم آلاف الكيلومترات، فلكل مجتهد نصيب، وأكبر مثال زميلي سائق الرالي سعدون بركات الذي نال جزاء تعبه، وتمكن من ركن سيارته في صحراء الربع الخالي".
من جهتها، أصدرت الدولة المجاورة بياناً رسمياً أكدت فيه تعكّر وتدهور العلاقات مع الدولة التي يقطنها سعيد "لا يمكننا السماح لهم باحتلال شوارعنا بهذه الطريقة؛ لقد تسللت إلينا كيا بيكانتو واصطفت في منتصف الشارع في قلب العاصمة وأحدثت اختناقاً مرورياً لمدة ساعتين، نؤكّد بأننا قد اتخذنا الإجراء اللازم بحقّ البيكانتو وقطرناها للحجز، إلى حين تقديم حكومة صاحب السيارة اعتذاراً رسمياً ومنحنا ثلاثين موقفاً مجانياً لحل مشكلة ركن السيارات في وطننا الحبيب".
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.