تغطية إخبارية، خبر

غرق قارب هجرة حُمِّل فوق طاقته مآسي ثلاثة شعوب

مالك الحزين - مراسل الحدود المغلوب على أمره

Loading...
صورة غرق قارب هجرة حُمِّل فوق طاقته مآسي ثلاثة شعوب

ضجّت وسائل التواصل الاجتماعي الأيام الماضية بحادثة غرق مركبٍ قبالة السواحل السوريّة يحمل على متنه مهاجرين غير نظاميين من جنسياتٍ سورية ولبنانية وفلسطينية ظنوا أن جحيم بلادهم ينتهي بمغادرة أراضيها، فيما ترجع أسباب غرق القارب بحسب محللين إلى تجاوز الحدّ الأعلى من المأساة التي تستطيع مركبة واحدة من صنع البشرية حملها.

وفي بيانٍ مشترك لوزارتي النقل السورية واللبنانية، أوضح المسؤولون أنه كان من التهوّر إثقال المركب بمآسي ثلاثة شعوب منكوبة دفعةً واحدة والإبحار به في هذه الأجواء "الرحلة كانت محكومةً بالغرق قبل أن تُبحر؛ إذ تقول قوانين وأعراف البحار في السنوات الأخيرة إن زورق الهجرة لو حُمّل بمأساة شعبٍ واحدٍ من هذه الشعوب فقط فإنه بالكاد ينجو ويصل إلى وجهته منقوصاً من بعض المسافرين الذين لقوا حتفهم أو الأطفال الذين أُلقي بهم لنفاد الطعام".

وكان القارب قد انطلق من ساحل مدينة طرابلس اللبنانية وعلى متنه حوالي ۱٥۰ مهاجراً بوزن أكثر من ۳۰ مليون عقلٍ مهموم ونفسٍ محطّمة حاملين فيها أوطاناً مفقودة وجثثاً لأحباء قضوا في حروب عاشتها هذه البلاد وساعات من الانتظار في طوابير للحصول على أساسيات الحياة وأحلاماً بمستقبل واعد وآمالاً ألّا تكون موجات البحر بعلوّ موجات غلاء الأسعار والاعتقالات وتهم الفساد في بلدانهم، ما أدى إلى تفسخ قاعدة الزورق تحت هذا الثقل كاشفةً عن تطلعات المهرّب المسؤول عن مغامرة أولئك المهاجرين الذي أرادها رحلةً شاعريةً تنطلق من تضارب التيارات السياسية وتنتهي بتضارب التيارات البحرية.

يذكر أن الجيش اللبناني ألقى القبض على أحد المشتبه بمسؤوليتهم عن عملية التهريب عبر ذاك القارب، وأكد أن الدولة لن تسمح بتكرار هكذا حوادث مأساوية، وأنها وعدت بملاحقة كافة المنخرطين في شبكات تهريب اللاجئين غير النظامية والاستعاضة عنها بشبكات تهريب لاجئين تشرف عليها بنفسها وتضبطها كما ضبطت الأسواق السوداء وشبكات تهريب الوقود والسلع الأجنبية الممنوعة من الاستيراد.

شعورك تجاه المقال؟