مجلس النواب الأردني: الطفل ليس أدنى شأناً من المواطنين البالغين ويجب أن ينال كافة حقوقه من الاضطهاد
حازم سبهللة - مراسل الحدود لشؤون الواجبات والواجبات
٢٢ سبتمبر، ٢٠٢٢

أقرّ مجلس النواب الأردني مشروع قانون حقوق الطفل لسنة ۲۰۲۲، بعد تعديلاتٍ واسعة منحوتة بدقة أجرتها اللجنة النيابية المشتركة وأعطتها من وقتها وجهدها لتؤكّد أن صغر عمر الطفل ليس مبرراً بأي شكلٍ من الأشكال حتى لا يُعامل كمواطن مستقل يتمتّع بكافة الحقوق المشروعة له التي تضمنها الحكومة من اضطهادٍ وتهميشٍ وسلبٍ للحرية الشخصية.
ويأتي ذلك بعد تنقّل مشروع القانون لمدّة ۲٤ عاماً بين أدراج مجلس النواب من جهة وأدراج الحكومة من جهة ثانية، تعرّض خلالها لتعديلاتٍ مستمرة وبهدلة متكررة ، نتج عنها صيغة نهائية مشذبة للقانون تضمن المساواة بين الإسلاميين والمحافظين والتقدميين وترضي أذواق مختلف التيارات السياسية الأخرى في اضطهاد أطفالهم وأطفال من يتبعونهم.
ومن أبرز المواد التي وافق المجلس عليها قرار اللجنة النيابية المشتركة أنّ "للطفل الحقّ في التمتّع بجميع الحقوق المقرّرة في هذا القانون بما لا يتعارض مع السلطات الحكومية أو الدينية أو الأبوية، ما يكفل تمكين الأسرة كنواةٍ لمجتمع يعاني كافة أفراده من الضوابط سواسيةً على اختلاف أعمارهم وأجناسهم".
كما يضمن القانون حق الطفل في النشوء ببيئةٍ سليمةٍ وصحيةٍ وآمنةٍ يسير فيها الحيط الحيط ويقول يا ربّ الستر. ويأخذ القانون على عاتقه مسؤولية تطوير برامج وسياسات في مجال التوعية والإرشاد وإيجاد مراكز متخصصة لعلاج الطفل وتأهيله في حالات الإدمان على المخدرات أو المؤثرات العقلية الأخرى والاستعاضة عنها بالإدمان على حب جلالة الملك وسماع خطاباته.
وعمّ السرور وسادت التهاني والمباركات ووُزعت الكنافة فرحاً بالقانون بين النواب الذين أكدوا على ضرورة العمل بمواده لتعدين شخصيات أطفالهم وتجريدها من أية إنسانية قد تقوّض قدرتهم على التحكيم العقلاني إن كبروا وأصبحوا أنفسهم نواباً في البرلمان. كما تنفس عددٌ من النواب الصعداء إثر التخلص أخيراً من الجدل الذي رافق القانون وتفرغهم مجدداً للصراخ والشتم على قضايا مصيرية أخرى كاستخدام صيغة جمع المؤنث السالم في نص الدستور.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.