جرو يجهل مصيره المأساوي مع صاحبه المحتار بين تسميته ماكس أو بوتشر
رعد أبو جنزير - مراسل الحدود لشؤون التقاء الطبيعة والرجال الرجال
٢٠ سبتمبر، ٢٠٢٢
بعد جولات بحث استمرت لعدة أيام على مجموعات بيع الحيوانات، وما تخللها من زيارات معاينة وتفاوض على خفض السعر، وقع جرو الهاسكي اللطيف الذي سيصبح اسمه ماكس أو بوتشر أو روكي أو شاروخان تحت يدي الغضنفر ملك التوستوستيرون الفحل توفيق أبو الفقّوس، الذي دفع ثمنه وحمله إلى المنزل وهو يتخيله يلتهم الأعداء وينشب فيهم مخالبه كما سيربيه أن يفعل.
ويؤمن توفيق أن بإمكانه تحويل هذا المخلوق البريء إلى ذئب ضارٍ عبر إطعامه أقدام الدجاج النيئة وتركه في الخارج يتعرض لعوامل الطقس القاسية وأولاد الحارة، حتى يشتد عوده وتقسى طباعه ويتطور نموه بما يتناسب مع نمو صاحبه في نادي الأوليمب لكمال الأجسام، حيث يصرخ كغول متوحش قادم من حكايا الجدات كلّما رفع وحدة أثقال تزن خمسة كيلوغرامات.
وأوضح أبو الفقّوس رؤيته المفصلة للمستقبل "سأربطه بطوق غليظ مدبب وأدربه بالإنجليزية وفقاً لمناهج عصابات المافيا والشرطة الأميركية والروسية؛ ولن أغفل حاجته للعب والترفيه، لذا سأحرص دائماً على إطلاق نفس المزحة وآمُره بالانقضاض على أصدقائي فور رؤيتهم".
ورغم العوائق التي تمنعنا من اقتباس تصريح مباشر من الجرو، استطاعت الحدود رصد مؤشرات تدل على سعادته، مثل لعق وجه صاحبه وهز الذيل والتقافز والتمرغ في الرصيف والشارع والتراب، ومرد ذلك اعتقاده بأن أيامه القادمة ستكون أفضل من تلك التي عاشها في مزرعة الكلاب التي ينتمي إليها "لا بأس بقليل من الدلع الآن، لم نبدأ التدريبات بعد" يقول أبو الفقّوس، في جهلٍ كامل لحقيقة أنه تبنى رفيقاً رقيقاً يتساقط شعره في كل مكان ويعجز عن التمييز بين الشجرة والسجادة والحائط والمرحاض، وليس آلة يمكن تدريبها لتوقع كل أنثى بشرية بحب صاحبه، ويغار الذكور من صاحبها ويتمنون لو كانوا مكانه.