إسرائيل: من عاشر فلسطينياً ثلاثين يوماً صار منهم
رامي فخفخاني - مراسل الحدود لشؤون العشق الممنوع
٠٦ سبتمبر، ٢٠٢٢

وبخت وزارة الدفاع الإسرائيلية الأجانب الذين خانوا عرقهم وامتيازاتهم ناصعة اللون وقرروا بكامل قواهم العقلية الدخول بعلاقة عاطفية مع الفلسطينيين، لأنهم إن قرروا معاشرة الشعب الفلسطيني بدل الوقوع في غرام إسرائيل والإسرائيليين والإسرائيليات، صاروا بنظرها فلسطينيين أيضاً يستحقون من المعاملة ما يستحقه هؤلاء الدون الذين يحبونهم كثيراً.
ونبّهت الوزارة الأجانب المتمردين الذين أصرّوا على حبهم للفلسطينيين رغم تحذيراتها ونهرها لهم -سواء أعلموها عن علاقتهم أو لم يعلموها- أن موطنهم الأصلي ونطقهم الثقيل للعربية لن يشفعا لهم بعد اليوم، وتوعّدتهم بألّا يروا منها إلّا كل خير وأجود استقبال عند عبورهم نحو الضفة؛ حيث ستُفتش حقائبهم وتفتح هواتفهم وتُلغى إقاماتهم ويُطلب منهم العودة من حيث أتوا ريثما تتصرف إسرائيل مع الفلسطيني، على انفراد، وتفهم منه، بهدوء وعلى ضوء خافت، كيف استطاع أن يُحب رغم الظروف التي تتعب وهي تتعمد وضعه بها.
وأكد الناطق باسم الوزارة أن أيام التراخي والمداراة التي وفرتها إسرائيل للأجانب حملة الجنسيات الأوروبية والأميركية المحترمة -هؤلاء الذين يخرجون ويدخلون ويسرحون ويمرحون في الضفة الغربية ويحتكّون كما يحلو لهم من فوقية مع الفلسطينيين في مؤسساتهم وجامعاتهم- قد ولّت، مشيراً إلى أن وجودهم بالقرب منهم يشكّل تهديداً أمنياً كبيراً تنتج عنه فئة بالغة الخطورة من الفلسطينيين الجدد المتماهين بأجسادٍ بيضاء لا تستطيع عين القناص المجردة رؤيتها.
وحذرت الوزارة الأجانب العُزّاب من التفكير بوقوع في حب فلسطيني -ولو من طرف واحد- وعرضت عليهم المساعدة من خلال خط ساخن مخصص للاستشارات العاطفية يجيب من خلال المختصون على أسئلة المتصلين بإجاباتٍ نموذجية على شاكلة "لا، لا يحبك الفلسطيني"، "نعم، العلاقة مع الفلسطينيين علاقة سامة استغلالية"، و"لو أنهـ\ـا تـ/يحبك فعلاً، لمَا ضحكـ/ت عليك عندما طلبت وضع الحمص والخس داخل وجبة الشاورما".
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.