مغترب يأخذ سيارته ذات اللوحة الأجنبية في نزهة إلى بلده الأم
جواد خشبيني - مراسل الحدود لشؤون الخيبات العابرة للحدود
٠٦ سبتمبر، ٢٠٢٢

عاد الشاب الفذ ريادي الأعمال شمس جميل البطوحي من بلاد الغربة في إجازة إلى بلاده ليستمتع بمناخها الحار صيفاً البارد شتاءً، مصطحباً سيارته الجديدة ذات الدفع الرباعي المزوّدة بفتحة في السقف وسماعات عظيمة ولوحة لامعة ذات أرقام لاتينية كبيرة لتكون -إلى جانب تسريحة شعره العصرية ونظارته الراي بان وابتسامة هوليود وجاكيته مع المحرمة الساتان المزخرفة المطوية على شكل مثلث في جيبه- دليلاً على نجاحه في الحياة وتميّزه وتفوقه على شباب البلد البائسين الذين لا يملكون أدنى مهارات الحصول على قرض سيارة.
وقال شمس إنه لطالما واجه صعوبة في الإجابة على سؤال والديه عما يفعله ليتقدم بحياته "لذا، فضّلت التضحية بعدة خيارات مريحة للسفر في سبيل إحضار جسم معدني يزن عدة أطنان يحلم رئيس وزرائنا باقتنائه لأعرض له الأمور من وجهة نظري".
وتطرق شمس إلى الفوائد العلاجية لهذه الخطوة "بالكاد خمّست لمرة واحدة في الخارج. قوانين المرور تخنقك وتحول دون المتعة بتدمير الأسفلت، ما يسبب شعوراً بالإحباط والعجز، أما هنا فأستطيع تنفيذ مناورة جريئة وسط منطقة سكنية مكتظة بالسيارات وأشاهد الغبطة في عيون أولاد الحارة والتمنّع بعيون سمر والدهشة في عيون أبو سامي البقال وأسمع صيحات الحسد من الرضّع والأمهات والآباء والأجداد. سأتنفس السعادة والحرية في وطني، ولن تقف الحفر والمطبّات في وجه الدفع الرباعي ليتجاوز الإشارات الحمراء والحدود والصعاب".
من جانبه، أكّد جار شمس وصديقه السابق السيد عبد الكريم اللفت أنه لا يريد أن يسمع اسم هذا الحيوان "توقعت أن يجلب مغناطيساً للبراد يضاهي حجم نجاحه، لكنه خالف توقعاتي وأمطرني بفيديوهات لا تنتهي لسيارته وأهداني آخر بطاقة مترو اشتراها لأتذكر أنه اقتنى سيارةً دوماً".
بينما لفت شقيق الابن العائد فريد النظر إلى إحباط أسرته "بعنا الغالي والرخيص لنرسله إلى خارج ولم يفكر مرةً برد المبلغ أو استثماره في تطوير نفسه للحصول على شخصية حقيقية على الأقل. حدّثنا عن مفاجأة ستكون بانتظارنا، وجلسنا ننتظره معتقدين انه أنجز شيئاً واحداً لا يجعلنا جميعاً نشعر أن تضحياتنا ضاعت سدى، وبالفعل تفاجأنا عندما ترافق صوت زعيقه في الزقاق بصوت بوق سيارته بعد أن اعتدنا على صوت زمّور الدراجة، لكن المفاجأة تلاشت عندما دعانا للركوب معه واختبار سرعة سيارته على الطريق الدولي".
من جانبها، أكدت السيدة عواطف سمرقوني والدة شمس سعادتها لدرجة ارتفاع ضغط دمها نتيجة رؤية ابنها بالتأكيد، معبّرة عن فرحها لوجوده وبثه الحياة في منزلهم مجدداً بعد أن سادته الرتابة "اشتقنا للصخب وزحمة الاتصالات وروح الحياة بعد مغادرة شمّوسة. أما اليوم، وبعد مضي أقل من أسبوع على زيارته، لم نعد نستطيع المفاضلة بين مكالمة من مخفر الشرطة أو المشفى أو أصدقائه الملهوفين الذين يتصلون للاطمئنان عليه كل ساعة مع سماع صوت التفحيط والاصطدام بين الحين والآخر".