الاتحاد الأوروبي يفرض استخدام المصاصات الورقية على متن الطائرات واليخوت الخاصة حفاظاً على البيئة

ضمن المساعي الهادفة للحدّ من الجفاف الذي يهدد القارة الأوروبية وإشراك كافة طبقات المجتمع في الجهود المبذولة لعكس آثار تغير المناخ وإنقاذ كوكب الأرض من شر أفعال البشرية، قرر الاتحاد الأوروبي اتخاذ خطوة حاسمة وحظر استخدام المصاصات البلاستيكية بطيئة التحلّل على متن الطائرات واليخوت الخاصة لما تلحقه من آثار سلبية بيئية والاستعاضة عنها بمصاصات ورقية تخفف من الضرر البيئي المرافق لتحرك وسائل النقل تلك.

وأوضحت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية خلال «المؤتمر السنوي للبحث عن سبل البحث عن طرق ممكنة لمواجهة أزمة المناخ ربّما» أن القرار جاء استناداً لإحصائيات ودراسات أجراها الاتحاد الأوروبي أوضحت أن ركّاب الطائرة الخاصة يستهلكون في المتوسط عشر مصاصات بلاستيكية لكل رحلة مدتها ساعة، مقابل ثماني مصاصات لركاب اليخت، ما يجعل هذه الرحلات عبئاً بيئياً على الكوكب لو استمرت بهذا الاستهتار. مبيّنةً أنه يمكن الحدّ من الكارثة البيئية الآن باستهلاك المارتيني واللايف جوس على متن الرحلات الجوية والبحرية مهما طالت مدتها ودارت محركات آلياتها لكن باستخدام المصاصات المصنوعة من السليلوز والخيزران والمواد الأخرى القابلة للتحلل. 

ولم تتجاهل أورسولا شكاوى المستهلكين على وسائل التواصل الاجتماعي التي أفادت بتحلل المصاصات الورقية في مشروباتهم قبل إتمامها، إذ حثّت الشركات المختصة على صناعة مصاصات ورقية لا تتحلل ولو استمرت الطائرة الخاصة بالتحليق اثنتي عشرة ساعة، ولا تتأثر برطوبة البحر لو صال وجال اليخت في المياه لأيام، داعيةً الشركات للتقديم لأحد برامج التمويل البيئي التي يغدق عليها الاتحاد الأوروبي من أمواله.

وأزالت أورسولا اللبس بشأن القانون الجديد، مبيّنةً أن القانون يمنع بشكلٍ قاطع استخدام المصاصات البلاستيكية على متن الطائرات واليخوت، لكنه لا يلزم رواد تلك الرحلات باستخدام الورقية إن لم يكونوا من هواة المصاصات إجمالاً، مشيرة إلى حرص وكالتي سلامة الطيران والسلامة البحرية الأوروبيتين على تزويد المركبات بأكوابٍ ورقية خضراء صديقة للبيئة حصراً.

يذكر أن هذا القرار هو جزءٌ من حزمة إجراءات صارمة شرع الاتحاد الأوروبي في اتخاذها للتخفيف من الأثر البيئي لحركة النقل البحري والجوي، إذ سبق وأن أعلن إلزام شركات النقل بتوزيع نسخٍ من كتاب "كيف نتفادى كارثة مناخية" لبيل غيتس ليقرأه المسافرون عبر الطائرات أو السفن الكبرى في الرحلات التي تتجاوز عشر ساعات ويتعلموا منه حب الطبيعة والحفاظ عليها والتفكير الدائم فيها، كما ستُبثّ خطابات غريتا ثانبيرغ على الشاشات طيلة الرحلة لأولئك الذين لا يفضلون القراءة.