لايف ستايل، خبر

حبيبان ينهيان حياتهما العاطفية بالتراضي

عليا صعفوطي - مراسلة الحدود لشؤون العقود الاجتماعية الملزمة للجانبين

Loading...
صورة حبيبان ينهيان حياتهما العاطفية بالتراضي

تحت عنوان "وداعاً للدهشة" توصّل الثنائي زيد كلاسيمي ولين مخيطين إلى قرارٍ مشترك بشأن مصير علاقتهما العاطفية التي دخلت مرحلة الفتور، فأعلنا مراسم إنهائها وإطفاء نيران الحب المشتعلة فيها على الملأ، دون خجلٍ أو خوف من كلام الناس، وذلك في حفل زفاف مهيب حضره الأهل والأصدقاء وزملاء العمل الشامتين الذين لم يتوقفوا عن الغناء والزغردة وتهنئة بعضهم البعض والرقص على جثث عواطف العروسين.

وتعهّد الطرفان بتخليهما المُطلق عن أي سمة فردانية وإذابة كل الصفات الشخصية والرغبات الخاصة والحاجات اليومية والأفكار المستقبلية والذوق الفني والأدبي والموسيقي والجمالي الخاص بأيّ منهما وخلطها مع قلبيهما المنصهرين، وتذويبها جميعاً في وعاء مُشترك تسبح فيه تشكيلة بشرية من المعارف والجيران والمأذون الشرعي ودائرة الأحوال الشخصية وصاحب البقالة واللحّام وبائع الخضار، لإنتاج روح واحدة ممزقة بين جسدين تتظاهر بالتفاعل مع محيطها الاجتماعي بشكل مشترك ولا تبارح مكانها أو تُقدم على أي خطوة إلّا بموافقة الجسدين معاً. 

ويأتي هذه التفاهم، بعد اتفاق مشترك بين لين وزيد على ضرورة السيطرة على الفراشات المُنفلتة في أحشائهما وتنظيم حركة طيرانها وحصرها في ساعات مُحدّدة من اليوم، تمهيداً لقص أجنحتها وطحنها لتكوين توابل تُرَشّ على أطباق المقلوبة والكفتة والدجاج المحشي وبقية الوجبات التي يعدانها ويستهلكانها فيما تبقى لهم من ساعات أيامهم الطويلة. 

يقول زيد إنّه كبر على الحب والغرام والعواطف الجياشة "تعبت من الشوق والرغبة المُلحة لرؤية لين والحديث معها لأشتكي لها من رتابة أيامي واستُنزِفتْ قواي في الاستحمام واختيار ملابس جديدة لهذا اللقاء، فلم يعد أمامي خيار سوى قلب الآية وتحويل حياتي مع لين إلى أيام رتيبة لا تحتاج إلى استحمام وتأنق كي أعيشها، ليتسنى لي البحث عن أشياء جديدة تساعدني على الهرب من رتابة أيامي مع لين".

فيما تؤكد لين أنّها مُستعدة للتنازل عن إثارة العلاقة الحميمية وجموحها وتحويلها لمجرد جماع قبل النوم والتخلي عن المشاعر المُتجددة والدهشة المرافقة لكل مرّة تلتقي فيها بزيد، مقابل الساعات التي تنعم فيها بصفاء الوحدة في المنزل من وقت لآخر حين يغادر زيد لقضاء حاجات ضرورية، وهي ساعات لم تكن لتحصل عليها لو استمرّت بالعيش في بيت أهلها.

وتعهدت عائلتا زيد ولين من كبيرها إلى صغيرها إلى مفعوصها الملتحف بسريرها بمساعدة العروسين على التخلّص من أي آثار متبقية لأي عاطفة مُنفلتة من عقال الزوجية، من خلال إشراكهم في الحفلات التنكرية التي يجتمع فيها أفراد العائلة في الأعياد والمناسبات ويومي الجمعة والسبت موزّعين أقنعة اجتماعية مختلفة على الحاضرين لإعانتهم على نسيان ملامحهم الخاصة وكيف كانت ذواتهم قبل أن تذوب في وعاء العائلة الكبير. 

يُذكر أنّ التفاهم هذا لم يتم قبل تدشين متحف عاطفي على حيطان منزل زيد ولين العائلي اللطيف، تضمّن صوراً جمعتهما في أماكن متفرقة من العالم، وتذكرة السينما الأولى للفيلم الأول الذي شاهداه سويةً، ورسائل عاطفية عن الشوق والحنين واللهفة وبقية المشاعر التي تنتاب الكائن البشري حين يختلي بنفسه لأكثر من نصف ساعة في اليوم أو قبل النوم في سريره الخاص وغالباً ما تزول بعد الاستمناء. 

شعورك تجاه المقال؟