شاب يستقل أخيراً ويسكن غرفة الضيوف
مراد الأقحوان - مراسل الحدود لشؤون أنصاف الاستقلال
١٨ أغسطس، ٢٠٢٢
لملم الشاب زرياب بواسيني كرامته وذكريات ستة وعشرين عاماً وفردة شبشبه وسجائره وسلك شاحنه وسيجارته الإلكترونية وسروالاً داخلياً وفرشاة أسنان أخيه في كيس قمامة، وانطلق في درب الاستقلال المادي والمعنوي عن عائلته ليستقر الحال به بالسكن في غرفة الضيوف.
وأعرب زرياب عن قناعته بأن العائلة ستدرك قيمته وتتمنى لو يرجع إليهم "لم أعد طرطوراً؛ أنا الآن رجل، وأحتاج إلى خصوصية عالية لأشعر بكياني وأوامر كب النفايات وتنظيف الغرفة وتفقّد خزان الماء ووضع جواربي في سلة الغسيل. الآن أتابع ما أحب من أفلام دون الخوف من افتضاح أمري، وأعود إلى غرفتي متأخراً دون قلق من مكالمات أمي الغاضبة ورسائل البهدلة والوعيد التي تمطرني بها عبر واتساب، كما أنني الآن أقرب إلى مقر عملي بعد اختصار مسافة غرفة النوم والصالون وغرفة الجلوس والمطبخ".
وأضاف زرياب بأنه لن يتخلى عن استقلاله مقابل أي ثمن، ولكنه لا يمانع التوصل إلى اتفاقيات تديم هذا الاستقلال "كبّ النفايات مقابل الغذاء. الجلي والكنس والشطف والمسح وتنظيف المرحاض مقابل المصروف والإنترنت وتشغيل المكيف. أما أهم اتفاقية؛ فهي السماح للضيوف بالدخول عندي وتقديم الضيافة لهم بعد تلميع الغرفة مقابل إعطائي بعض الملابس القديمة التي تخلى عنها والدي؛ فالخروج من جلباب أبي لا يعني أنه لا يمكنني العيش في بنطاله".
من جهتها، باركت السيدة أم زرياب خطوة ابنها "باي، مع ألف ألف سلامة، والله لا أستطيع أن أعبر عن مدى فرحتي باستقلاله وعيشه مع أخوته إبراهيم وسارة ونسرين، وأرجو أن يفسحوا مجالاً لأخيهم عبد الله الذي بات مؤخراً مدمنا على ممارسة الاستقلال المتقطع بالمكوث ثلاث ساعات يومياً في الحمام".