الجزيرة الوثائقية: عام على افتتاح فردوس الله
الأمير الشيخ نجيب الدين التميزي - معدّ برنامج "الجنة تحت أقدام طالبان"
١٧ أغسطس، ٢٠٢٢

ها هم ثلة من الملائكة أتباع حركة طالبان الجليلة من أصحاب الوجوه البشوشة النيّرة العطرة التي تقطر سماحةً في أحد شوارع العاصمة كابول يتوادّون حول قالب كيك صغير ويشعلون شمعة هاون فيما تصدح أصواتهم في الشارع بالإنشاد: سنة حلوة يا جميل.. سنة حلوة يا طالبان.. سنة حلوة.. سنة حلوة.. أفغانستان، تعلوهم علامات الغبطة والفرح بذكرى إزهاق الباطل ومغادرة آخر طائرات الشياطين التي تساقط عنها الرجس والكُفر وبعض المواطنين الأفغان وانتصار طالبان في زحفها على كابول وتسجيلها أفغانستان فرودساً أبدياً ويا فوز الزاحفين.
يحيّي الأخوة طاقم تصوير الجزيرة الوثائقية الذي نقل صورة جنات عدن منذ اللحظات الأولى لولادتها إلى العالم أجمع، قبل أن تمر بجانبهم سيارة ليسارعوا بإطلاق النار في الهواء واللحاق بها وينهالوا على سائقها بالموعظة الحسنة وبضع ضربات بالسوط بما تسمح به الشريعة جزاءً له على قصة شعره السافرة. يقول أحد الإخوة لمراسلنا: "لا يمكن التهاون بتدنيس الجنة بقصات شعر أهل النار، تعيّن علينا تنبيهه بالحسنى هذه المرة، لكن إن تمادى في كفره ولم يتوجه نحو حلّاق عدن، سنضطر إلى حرمانه من جنتنا ونزجّه في الجحيم محروماً من جواز سفره" ثم يهمس آخر في أذن المصوّر "لما لا تتذوقون أنت وفريقك نعيم جنة ربكم وتمتّعون أنفسكم بحورٍ مقصوراتٍ قاصراتٍ في الخيام لا تحتويهنّ المدارس بعد الآن؟"
من جهته، يؤكد القائم بأعمال جنة الله على الأرض أمير المؤمنين هبة الله آخوند زاده عليه السلام أن أفغانستان اليوم بعد عام على حكم طالبان انتزعت مكانة أطهر أرض من الكعبة الشريفة التي لوّثها متاع الحياة الدنيا من حفلاتٍ وسباقات فورمولا ون ونساء "هنا الراحة المطلقة من واجبات الحياة الدنيوية، لا زراعة ولا صناعة ولا اقتصاد ولا أنشطة تلهي الأفغانيين عن تطبيق شريعة الله وسنّة طالبان" ويضيف "حتى الأفيون، الذي لطالما كان عاملاً رئيسياً في اقتصاد البلاد، أبقينا زراعته واستهلاكه وتجارته بأيدي أمرائنا أمناء بيت المال ليتمكن الأفغاني من عموم الرعيّة من رؤية الجنة حوله عوضاً عن تخيلها في رأسه".
يتعهد الأمير بالحفاظ هذه المرة على الفردوس الأرضي الذي انتشله من جحيم الغرب الذي طال جنتهم السابقة بعد أن دمّروا جحيم السوفييت حتى لو اضطره الأمر إلى فتح أبواب الجحيم مرة ثانية وثالثة "لن نسمح بتضييعها من يدنا مرة ثانية أو إلهاء الشعب عن التنعم بنعمها وتسبيح طالبان وحمدها والثناء الدائم على نعمها وإن عادت أموال الخزينة التي سلبها الكفرة، ستحال مباشرةً إلى بيت مال المسلمين في مصرف "كيو إن بي" لئلّا ينتشر الفساد الإداري الذي استشرى في البلاد أيام الأميركان ونحافظ على أفغانستان دار النعيم بعون القطريين، رغم أنف العلمانيين، آمين".
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.