قصة سلام: هكذا فرقتنا المصالح وجمعنا كره الأكراد
ضرغام عثمان - مراسل الحدود لشؤون التطهير العرقي الذي يجُبّ ما قبله
١٦ أغسطس، ٢٠٢٢

تدخل حذاء الإمبراطور الدُب الروسي أبو علي بوتين في أحد أكبر الخلافات الإقليمية ودبَّ الصلح في قلبي الخليفة العلماني الأول بديع الزمان وقاهر الغلمان رجب طيب إردوغان والفريق أول الركن المظلّي الأمين العام لحزب البعث الرفيق الطليعي بشار حافظ الأسد أبو حافظ، اللذين ألقيا خلف ظهريهما مشاكل الماضي التافهة -الله يخزي الشيطان- من دماء مُراقة ومدن مدمرة ومشادّات كلامية في المحافل الدولية وسارعا إلى تبادل الابتسامات والغمزات فيما بينهما واضعيْن نُصب عينيهما الخطر الكُردي وإحباط مساعيه لنيل حياةٍ بشرية.
وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو في خلوة خفيفة على القلب مع نظيره السوري فيصل المقداد في زاوية أحد المؤتمرات المعتمة أن السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة بين النظامين وعودة أيام الخوالي -عندما كان بشار وإردوغان يمسكان أيدي بعضهما ويقضيان الوقت سوياً في لعب الكرة وتبادل الزيارات الحميمة- هو إمساك أيدي بعضهما مرة أخرى وتفعيل الحل السياسي السلمي بالقضاء على كافة الإرهابيين دون أيّ تمييز بينهم سواءً كانوا حزب عمال كردستاني أو اتحاد ديمقراطي أو كرداً مستقلين.
من جانبه، أعرب فيصل عن سعادته بعودة المياه إلى مجاريرها، مؤكداً على تقاطع مساعي تركيا في الشمال الشرقي لسوريا مع مصالح الدولة السورية في إبادة قوات سوريا الديمقراطية الكردية "بغضّ النظر عمّن يسيطر على الشمال الغربي للبلاد، لن تسمح سورية بأية شكلٍ من الأشكال بوجود كيانات مسلوبة السيادة على أراضي الشمال الشرقي"، وأضاف "ليست إلا مجرد ميليشيات لم تستطع حتى السيطرة على حقول النفط في شرقي الفرات، ولا تجرؤ على التنفس دون أوامر أسيادها المستعمرين الذي لا كرملين لديهم".
يُذكر أن حبال التواصل بين الدولتين السورية والتركية لم تنقطع خلال القطيعة السياسية طيلة العقد الماضي، لكنها اقتصرت على تنسيقات أمنية واستخباراتية على مستوىً خجول لا يتعدّى التجسس على نشطاء أكراد والتنسيق بين شبكات تهريب اللاجئين المشتركة على حدود البلدين. لكن ومع رفع مستوى العلاقات مؤخراً، أحيى الجيش العربي السوري احتفالاً صغيراً قصف به قوات كردية كرمى لعينيّ الجيش التركي كعربون صداقةٍ وحسن نية.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.