لايف ستايل، تقرير

قصة نجاح: هكذا تفاديت تكاليف منح العمال حقوقهم عبر تسميتهم أبطالاً

ممدوح فتح الله - مدير دائرة الأعمال الشاقة في الحدود

Loading...
صورة قصة نجاح: هكذا تفاديت تكاليف منح العمال حقوقهم عبر تسميتهم أبطالاً

في أيامٍ تسودها اللاطمأنينة الاقتصادية، وتشهد سلاسل الإمداد وقطاع الأعمال اضطراباتٍ تهدد تدفق الملايين إلى خزائن المدراء، تزداد صعوبة الإدارة ومهمة توجيه العبيد الفريق لديك. لكن وعلى الرغم من كل الصعوبات، رفضنا رفضاً قاطعاً في شركة رابح للمقاولات والطاقة (ش.ر.م.و.ط.®) أن نحذو حذو الشركات والمؤسسات ونهجها التقليدي في التخفيف من النفقات بتسريح كوادرها المسكينة؛ مقررين تحمل  مخاطر مغامرة الاحتفاظ بهم والاكتفاء بتسريح حقوقهم ورواتبهم وإجازاتهم ومستحقاتهم التي كانت تشغل تفكيرهم طوال الوقت، واستعضنا عنها بالألقاب والصور والأوسمة التي لا تعوّض بثمن.

بداية هذه الإجراءات كانت عندما أطلقنا في (ش.ر.م.و.ط.®) برنامج "بطل الأسبوع"، والذي نحتفي به بالموظف الذي حقق أكبر قدرٍ من ساعات العمل الزائدة، وعملنا كإدارة على تعزيز روح المنافسة بين الموظفين والعمال، مطلقين العنان لطاقاتهم حتى يطحنوا بعضهم في سبيل الحصول على هذه المكانة الشرفية وكيل المزيد من المهام كل يوم على عاتقهم؛ ما دفع عبيدنا أبطالنا الصناديد إلى استخراج أفضل ما لديهم تفادياً لخروج أسوأ ما لدينا.

ولم نكتفِ ببرنامج "بطل الأسبوع" في تعزيز بيئة العمل التنافسية لدينا في (ش.ر.م.و.ط.®)، إذ طوّرنا أيضاً من السلّم الوظيفي ومبادئ التدرج عليه ما يعطي كل بطل حقه ونصيبه من المجد والاحتفاء به في كولوسيوم العمل والكدح. وذلك بعد تذمر أحد الموظفين من كثرة المهام الموكلة إليه، مطالباً بعلاوة على راتبه على اعتبار أن المهام هذه هي مهام مدير وليست مهام موظفٍ عاديّ. وبالفعل صدر القرار حينها مباشرةً بمنحه ما يريد وإعطائه رتبة مدير تقديراً لجهوده.

أعقب هذا القرار سلسلة قرارات ومراسيم، تخلينا فيها عن مفردة "موظفين" في (ش.ر.م.و.ط.®) وما تحمله من انطباعٍ استبداديّ كئيب لنسبغ عليهم ألمع المفردات والمرادفات الرنانة للمناصب التقليدية بهدف تعزيز الثقة وجعل الجميع مدراء أبطال؛ فالمحاسب أصبح "مدير شؤون صرف أموال الزبائن الأسطوري"، وموظفة خدمة العملاء أصبحت "مديرة رضا أصدقاء أبو رابح الضاربة"، مع عدم المساس بلقب "المدير التنفيذي" لمسؤول اللاشيء الذي لا يقدم ولا يؤخر".

أترى؟ معظم الشركات والمؤسسات تخدع موظفيها في بداية مشوارهم وتخبرهم بأنها عائلة، فيما لا تتعدى كونها مكاناً للاحتراق والاستغلال وتحقيق الأرباح، لكننا في (ش.ر.م.و.ط.®)، استعنا بخبراء علم النفس لتحديد الأزمات والعقد النفسية التي تتسبب بها العائلة بدقة وحرصنا على جلبها إلى مكان العمل لئلا يشعر عبيدنا أبناؤنا الأبطال بالاغتراب والمحافظة على الأجواء العائلية.

شعورك تجاه المقال؟