شاب يأخذه الحماس أثناء تسجيله رسالة صوتية لصديقه ويطلق برنامج بودكاست
بشار نباريج - مراسل الحدود لشؤون الأثير
١٥ أغسطس، ٢٠٢٢
اتّقدت شعلة الإلهام لدى الشاب زياد كندرجي في منتصف الرسالة الصوتية التي كان يسجلها لصديقه نديم وأطلق أولى حلقات برنامج بودكاست حصري يومي ساعي على منصة واتساب تحت اسم "زياد ع الكنبة"، ليناقش فيه مواضيعه الخاصة والحساسة كالحب (الرسائل الغرامية في نظرات جارته سماهر نحو الطرف الآخر من الشارع عندما ألقى عليها تحية الصباح) والسياسة (تبرّم سائق التكسي من الأوضاع العامة) والعلاقات الإنسانية المعقدة (ما قاله البارحة فؤاد عن معتز في القهوة)، ما يعطيه راحةً أكبر للتعبير عن آرائه وأفكاره بأكثر من مجرد الدقائق الأربعين التي اعتاد على ملئها برسائله الصوتية.
وأكد زياد في رسالة صوتية لمراسلينا الذين تناوبوا على الاستماع إلى أجزائها وتلخيص مقتطفات منها حماسه لإطلاق البودكاست "بعد ملاحظتي أن مدة الرسالة الصوتية التي كنت أسجلّها تجاوزت نصف الساعة…… آه مهلاً زياد أرسل إلي رسالة.. متى موعدنا.. أرجوك أخبرني كتابةً لا أستطيع أن أستمع….، الآن أرسل له حلقة بودكاست أخبره متى موعدنا، المهم.. أين كنا؟ آه نعم، شعرت أنها اللحظة المناسبة لإطلاق بودكاست خفيف، إذ من المؤسف أن تضيع هذه الموهبة على السادة المستمعين المعارف، ويقتصر الأمر بهم على الاكتفاء برسائل صوتية مسجلة على عجل".
وشدد زياد في رسالته الصوتية على أنه سيحرص على رد الجميل لجمهوره من أصدقائه وأقربائه وزملائه في العمل وأبو طلال البقال ووالدته الذين أوصلوه إلى هنا باعتيادهم الاستماع إليه وإعداد حلقات خاصة لكل منهم، محذراً إياهم من مساوئ استخدام خاصية تسريع التسجيل على جودة الحلقة بحرمانهم من سماع تقطّع أنفاسه "ينتهي اليوم عصر الرسائل الصوتية المختصرة لتستمتعوا عوضاً عنها ببودكاست تنال فيه قضايانا المشتركة كتنظيم رحلة أصدقاء إلى التخييم ووما بعد بعد التخييم ما تستحقّ من الكلام، وأتطرق فيها لأتفه التفاصيل، ولا أضطر لاختيار الأهم وإهمال المهم للحديث فيها والانتظار لحين رؤية المستمع وإخباره بها ما يفقدها لذتها".
من جانبه، اعتبر نديم المبتلى بمعرفة زياد قراره إطلاق بودكاست الحل الأفضل بعد فشل نداءات الاستغاثة التي أُرسلت لمارك زوكربيرغ بإلغاء خاصية التسجيل الصوتي من جذورها أو إلغاء زياد من الحياة الافتراضية "ربما الآن سنتمكن من تنظيم حياتنا اليومية وتخصيص وقت في اليوم للاستماع لزياد ورسائله الصوتية.. أقصد حلقات برنامجه، لكن الأهم هو أملنا بالتزامه بمعايير صناعة البودكاست وتخليه عن تسجيل الرسائل الصوتية بجانب مولدات الكهرباء وفي وسائل النقل وأثناء جلوسه على كرسي الحمام".