لايف ستايل، تقرير

خيبة وقهر: طفلي بلغ الثالثة من عمره ولم يحفظ سورة البقرة بعد

فوزيّة فوّار - مراسلة الحدود لشؤون قهر الرجال

Loading...
صورة خيبة وقهر: طفلي بلغ الثالثة من عمره ولم يحفظ سورة البقرة بعد

{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ}، ردّد السيد كُ.أُ. هذه الآية بصوت متحشرج يعتصره الألم، مُعبراً عن خيبته بابنه حمودة الذي أغواه الشيطان بمتاع الحياة الدنيا وقذفه في أحضان الليغو والشوكلاته والبوظة والرسوم المتحركة، فألهاه عن التقرّب من الرحمن وتجويد القرآن، حتى ارتدّ إلى أرذل العمر وبلغ الثالثة غير حافظٍ لسورة البقرة عن ظهر قلب.   

يقول كُ.أ. إنّه لاحظ علامات الضلال على حمودة منذ خروجه من رحم والدته "فكرنا بإنجابه ليساهم مع بقية المسلمين في إعمار الأرض عبر حفظ القرآن كاملاً قبل أن يتعلّم القراءة والكتابة، لكنّ الولد أظهر سلوكاً منحرفاً عن ثوابت الدين الحنيف منذ لحظات ولادته الأولى فاستمر بالبكاء والعويل ولم يُنصت حين أذنت في أذنه وقرأت له آيات من الذكر الحكيم، حينها علمت أنّ الله ابتلاني بطفل خارج ليختبر قدرتي على هدايته". 

وأضاف كُ.أُ. أنّه لم يعترض على حكم الله وأدى واجبه كاملاً تجاه حمودة "حرصت على حفظ انتباهه وامتنعت عن أمره فعل أي شيء سوى الاستماع إلى القرآن طوال الوقت، علّ كلماته الأولى تكون {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} فيقبل الله توبته ويدخله واسع رحمته، لكنّ الجحش لم يقل حتى {كهيعص} واكتفى بنطق كلمة بابا بعناد العلمانيين، ولم يحفظ أول عشر صفحات من سورة البقرة حتّى بلوغه الثانية، ناهيك عن عجزه عن تطبيق أحكام التفخيم والترقيق وخلطه بين الإدغام بغنّة والإدغام بغير غنّة رغم تمكّنه من ترديد أغنية بيبي شارك كاملةً دون أخطاء".

وبيّن كُ.أُ. أنّ حمودة بدّد آمال نجاح استثماره في ولد صالح يدعو له ويدخله الجنة بدون حساب "عرّضني هذا المفعوص للعار والمهانة أمام أصدقائي وأقاربي، هؤلاء الذين أقل واحد منهم بنى له أولاده عشرة قصور في الجنة بإطلالة خلّابة على أنهار العسل مقابل مجمعات سكن الحوريات".

وأكّد كُ.أُ. أنّ سلوك حمودة سيتسبب بخسارته الدنيا والآخرة "من شأن سورة البقرة أن تُطلعه على أسرار الحياة الدنيا وتُقدّم له كافة الحلول الفنية والعلمية والاقتصادية لما قد يواجهه من مشاكل مستقبلاً، وعدم حفظها يعني أن يعيش حياته كاملة دون دليل يرشده إلى الصواب، سيما وأنّني لن أجد الوقت لتربيته أو تعليمه أي مهارة إن بقيت مشغولاً في تحفيظه السورة".

من جانبها، أشارت أم حمودة حرم السيد كُ.أُ. إلى أنّ أساليب الضغط لن تنفع مع حمودة "إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ. لا سبيل لنا إلّا أن نحاول إقناعه بالتي هي أحسن ونطلعه من خلال مقاطع الرسوم المتحركة على أشكال العذاب التي تنتظره في جهنم إن لم يسلك طريق الحق قبل بلوغه سن التكليف، ثم نأمره بصرامة بأداء الفرائض عند بلوغه السابعة، وتالله، لن أسمح بيدِ أن تمتد إليه ضرباً قبل العاشرة، ثمّ يهدي الله من يشاء". 

شعورك تجاه المقال؟