تشكيل تحالف أمني مائي ثلاثي يضم تركيا وإسرائيل وأثيوبيا لحماية المياه التي يسرقونها
كنان فقشات - مراسل الحدود الظمآن
٠٨ أغسطس، ٢٠٢٢

انطلاقاً من الهموم والأوجاع المشتركة، قررت تركيا وإسرائيل وأثيوبيا تشكيل تحالف أمني مائي ثلاثي يهدف إلى تنشيف الدماء في عروق سوريا والعراق والأردن وفلسطين ولبنان ومصر والسودان، والمياه في أنهارهم وينابيعهم؛ كإستراتيجية دفاع عن الحق الشرعي لدول الحلف بسرقة الماء دون التعرّض لمضايقة أصحابه وتصريحاتهم المستفزة من وقتٍ لآخر.
ويأتي هذا التحالف بعد أن ضاق اللصوص الثلاثة من اعتداء دول الجوار على حصتهم المسروقة من المياه، سواء باستخدامها في ريّ المحاصيل الزراعية أو بضخّها للمواطنين كي يشربوا ويستحموا، في تجاهل فجّ لموجات الجفاف والتغير المناخي والاحتباس الحراري وشح المياه في العالم وتلوث مصادرها وصعوبة العثور على مياه في الفضاء، ما يهدد الأمان المائي لشعوب التحالف الوليد ويؤدي لعجزها عن هدر المياه في الشوارع وغسيل السيارات وزراعة الأفوكادو وتنظيف المؤخرات.
وأوضح تحالف اللصوص أنّ ما أُخذ بالقوة لا سبيل للحفاظ عليه إلا بالقوة، مؤكدين تأسيس مركز عمليات ضد الإرهاب المائي الدولي لحماية مواردهم المائية؛ من النيل ودجلة والفرات واليرموك وطبريا والأردن، إلى أي جدول أو مسطح أو ساقية أو ترعة تمر بالقرب منهم على مسافة تسمح لمواطنيهم برؤيتها بالعين المجردة أو المنظار.
وعبّر رئيس الوزراء الأثيوبي اللص آبي أحمد علي عن سعادته بعقد هذا التحالف "مع تنامي الأخطار المصرية والسودانية تجاه نهر النيل لمجرد مروره في أراضيهم واضطررانا لإضاعة الوقت في جلسات ثنائية وثلاثية والحلفان بشرفنا أنهم لم يموتوا من العطش، كدنا نفقد الأمل من أي دعم معنوي، إلا أن تعاوننا مع حليفين ضليعين في مجال اللصوصية قوّى من عزيمتنا؛ فاستلهمنا من تجاربهما وقررنا الاستثمار في جلسات التفاوض لبيع المياه للأطراف المعنية بدلاً من الاستماع إلى شكاويهم".
وطالب الرئيس التركي اللص رجب طيب إردوغان دول الجوار بالبحث عن حلول عملية توفر لهم الماء عوض مزاحمة دول التحالف الوليد على حصصهم المائية "لم لا تبحثوا عن أنهار أو موارد مائية جديدة وتبنوا عليها السدود وتحصروا المياه خلفها كما نفعل؟ أو تشربوا من مياه البحر وتتأقلموا مع طعمه المالح وتريحوا رأسنا من تذمركم".
من جانبه، أقرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي اللص يائير لابيد بعدم حاجة دولته للانخراط بتحالفات لحماية مياهها المسروقة، خاصةً مع مراكمتها خبرة طويلة في سرقة المياه سمحت لها بزراعة الصحراء بعد اقتلاع سكانها البدائيين ثم إعادة تدوير الباقي وبيعه لمن تسرقه منهم "إلا أن واجب إسرائيل الأخلاقي حتم عليها الانضمام للحلف لعدم تحملها رؤية الظلم الواقع على البلدين الشقيقين وتشجيعاً لأي دولة ترغب في سرقة مياه جارتها والوقوف في وجهها، خاصةً إن كانت هذه الجارة تقع جغرافياً بين نهري النيل والفرات".
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.