لايف ستايل، خبر

شاب يحصر إحساسه بالانتماء ضمن حدود المنطقة المخصصة للتدخين

سالم أبو هميلات - مراسل الحدود لشؤون بطلوع الروح وفقر الدم

Loading...
صورة  شاب يحصر إحساسه بالانتماء ضمن حدود المنطقة المخصصة للتدخين

قرر الشاب مؤيد تلاحيسي حصر مشاعر الانتماء والولاء والفداء والتضحية ضمن المنطقة المخصصة للتدخين في شركته، والتي تقع عند مخرج الطوارئ في طابق التسوية خلف المصفّات، حيث توجد المنفضة المعدنية دائرية الشكل وأكواب القهوة الورقية المتراصة بحذر واهتمام جنباً إلى جنب هو وطنه الجديد ومصدر هويته وما يعطي حياته شكلاً وهدفاً وغايةً.

وحسم مؤيد أمره بالانتقال بشكل دائم للإقامة والعيش بالمكان المخصص للتدخين "أنا من هناك، ولي ذكرياتٌ، هذه البقعة صُلب وجداني والمكان الذي كبرت وترعرعت وقضيت أجمل أيامي في كنفه، وتعرفت فيه على أعز أصدقائي، ويسبقني الحنين إليه كلما غاب عني ولو لدقائق معدودة، فتراني أهرول وألهث وألهث لا أطيق الانتظار لأعود إليه، فلكل الناس، عادةً، أوطان يعيشون فيها، إلا المدخن… وطنه… يعيش ويعشعش فيه ويتغلغل في مساماته وملابسه وخصلات شعره".

ويؤكد مؤيد على رفضه جميع المغريات في المهجر، خارج المكان المخصص للتدخين "لا يُهمني المكتب والكرسي الدوار المريح ولا مكيف الهواء ولا آبه بإصرار أحمد على إنهائي كتابة العطاء هذا أو إلحاح مديري محمود على تركيب حبر الطابعة الجديد، فحفنة من تراب الوطن الموجود في حوض الزهور الذي أطفئ به سيجارتي تساوي عندي قيمة الدنيا وما فيها".

ويرى مؤيد أن المكان المخصص للتدخين يحقق جميع شروط الوطن الحقيقي "فهو دافئ جداً، جداً، يُعطي يُعطي ولا يأخذ أي شيء، يرحب بزواره من شتى الأصول والمنابت وخصوصاً المنبوذين والمطرودين من المضاجع والمساكن والغُرف الزجاجية الذين  يُميز ضدهم على النوع والخيار والتوجه الإجتماعي، فقط لأنهم مدخنون".

شعورك تجاه المقال؟