الحكومة الأردنية تهدي مواطنيها منطقة صناعية تأخذ العقل والأرض والمياه والاقتصاد وتعطيها لإسرائيل
جميل القملة - مراسل الحدود من دار المحبة والكرم
٠٤ أغسطس، ٢٠٢٢

دعت الحكومة الأردنية مواطنيها للنزول إلى الشوارع والاحتفال ونثر الأرز وتوزيع الحلوى على المارة والدبكة على ألحان "هدبتلي شماغي الأحمر" و"يا بيرقنا العالي" وإطلاق العيارات النارية، بعد إعلانها إهداء مواطنيها منطقة صناعية تأخذ العقل والقلب والأرض والهواء والماء وضوء الشمس وتعطيها كلّها لإسرائيل.
واعتذر جلالة الملك ابن الملك الهاشمي سليل الهاشميين حامي الحمى عبد الله الثاني من مواطنيه على التأخر في تقديم المشروع الهدية، إذ كان لا بد له من التأكد من تقدير المواطنين لهدايا وادي عربة واتفاقية شراء الغاز المسروق وشراء الماء (الأردنية سابقاً) "إلى جانب كافة الهدايا الصغيرة الرمزية التي اعتدنا أن نقدمها للشعب كالمواقف المرنة مع الجانب الإسرائيلي واللقاءات الدافئة وغيرها قبل تقديم الهدية الكبيرة وإتاحة الفرصة أمام إسرائيل لتأخذ الأخضر واليابس والتدرجات اللونية فيما بينهما بمشروع قومي عظيم سيرفع مكانة الأردن بين الأمم ويضعه تحت مباشرةً إبط إسرائيل".
وتمنى عبد الله من مواطنيه الاحتفاء بالهدية كما يليق بحجمها وإبداء السعادة أمام إسرائيل بهذه العطايا والنِعم " لا تخجلوا... خذوا معكم كافة ما تملكونه من إبر خياطة ومشاريع استثمارية وأموال بالعملة الصعبة والمحلية وصفقات تجارية وحبات رمل وصكوك أراضي وأعمدة جرش ومناسف وعرايس وجميد وأثواب مطرزة وضعوها جميعها في حضن إسرائيل وإلا ستضطر الحكومة لعرض كل هذا أمام أعين رجال الأعمال الإسرائيليين نيابةً عنكم".
من جانبه، أشاد رئيس وزراء إسرائيل المُستجد يائير لبيد بجهود القيادة الأردنية في إرضاء شعبها وهمها المستمر بالحرص عليه وتقديم الخدمات له ووضعه على كفوف الراحة الإسرائيلية، رغم تجاهل إسرائيل المتكرر لها وللمشروع هذا تحديداً منذ ١٩٩٨ وإهانتنا العلنية لها شعباً وحكومةً أيام نتنياهو في وجه الخصوص، مؤكداً سماحه باستخدام الأراضي والموانئ الإسرائيلية لخدمة المنتجات الإسرائيلية التي سيحصلون عليها من الأردن حتى تصل الصناعات الإسرائيلية بأيدٍ أردنية إلى كل بقاع العالم".
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.