لايف ستايل، تقرير

أبو أحمد، مسعود الجنزير، عليا الزعموق، وآخرون من أشهر الإنفلونسرز في حارتك لم تكن تعرف عنهم

مازن بلوت - مراسل الحدود لشؤون تفعيل جرس التنبيهات

Loading...
صورة أبو أحمد، مسعود الجنزير، عليا الزعموق، وآخرون من أشهر الإنفلونسرز في حارتك لم تكن تعرف عنهم

إذا كنتَ تظن أن حارتك بقالتان وشارعٌ مليء بالحفر وأطفال يشتمون المارة فأنت مخطئ. وإذا كنت تظن أن حارتك عبارة عن أبو مصطفى الذي يصفّ تاكسيه في كراج منزلك، وأم مصطفى التي تركب في التاكسي أكثر من زبائن زوجها؛ فأنت مخطئ كذلك. وإذا كنت تظنّ أنها عبارة عن أعمدة إنترنت فايبر وحفر صرف صحي مسدودة وبروليتاريا رثة فأنت أيضاً مخطئ. إن حارتك أكثر وأكبر من مجرد حارة؛ وهي ليست "هادئة وفيها تاجر مخدرات" كما تقول دائماً، بل يقطنها أربعة وعشرون إنلفونسراً، نصفهم يسكنون في الشارع الذي تسكن فيه، ثلثهم يسكنون في عمارتك، ثلاثة منهم في منزلك، واحد ينام على سريرك، نصف واحد في سروالك الداخلي.

عدّ معنا على أصابعك: أبو أحمد المسكين في نظرك (ثلاثة ملايين متابع على تيك توك لأنه ينشر فيديوهات لناقل السرعة في شاحنته النازل من سقفها). مسعود الجنزير الأهبل في نظرك (مليون ومئة ألف متابع على إنستاغرام لأنه ينشر كل يوم صورة لعبد الله رشدي). عليا الزعموق المؤدبة في نظرك (ستون ألف متابع على الفيسبوك لأنها تكتب الهمزات بشكل صحيح). الحاج مراد المنفوض الدرويش على باب الله في نظرك (خمسة عشر مليون متابع على تويتر لأنه يغرّد أثناء الصلاة). سهاد العرايد، عامان، التي لم يبلغها نظرك بعد (أربعة ملايين متابع على اللينكد إن لأن لديها خبرة سنتين في المكاغاة). عمار كونياك (عشرون متابعاً أحدهم أنت دون أن تعرف). أختك، صديقة أختك في البناية المجاورة، أمها، ابن عم زوجها.  كل هؤلاء، يصنعون مجداً بينما أنت تلهو وتقرأ هذا المقال. وبينما يزداد فراغك العاطفي وقرفك وفقرك يزدادون واحداً، نظرا إلى أن عليا الزعموق قد رزقت بطفل قبل قليل، وابن الإنلفونسر إنفلونسر.

لا بدّ أنك في حيرة وتحكّ رأسك متسائلاً "هل أغيّر الحارة هرباً من كل هؤلاء وكاميرات هواتفهم لأحظى بخصوصية أكبر أثناء تنقلي اليومي بين المنزل والبقالة لشراء سجائر على حساب والدي؟" تؤكد لك الحدود أن تفكيرك في الرحيل غير مُجد، لأن الحارة المجاورة فيها اثنان عاديان مثلك وبقية سكانها من الإنلفونسرز، أما الحارة التي وراء حارتك، ففيها ثلاث قطط بحسابات مليونية. التزم منزلك، ولا ترفض الشهرة التي ستأتيك رغم أنفك، من باب أنك آخر شخص في العالم سيبقى دون أن يكون إنفلونسراً.

شعورك تجاه المقال؟