لايف ستايل، تقرير

شاب يذهب إلى نفس المقهى مع نفس الأصدقاء في نفس الساعة من كل أسبوع ليُغيّر جو

نزيهة حشائش - مراسلة الحدود لشؤون سيزيف

Loading...
صورة شاب يذهب إلى نفس المقهى مع نفس الأصدقاء في نفس الساعة من كل أسبوع ليُغيّر جو

يواظب الشاب فوزي دبس الرمّان (٢٧ عاماً) على الترويح عن نفسه والذهاب إلى نفس المقهى مع نفس الأصدقاء في نفس الساعة من كل أسبوع ليتحدثوا في نفس القضايا ويناقشوا نفس الهموم والمشاكل الشخصية ويفكروا بذات الحلول  ويطرحوا نفس الأسئلة  ليجتروا نفس الأجوبة عليها، وذلك لإيمانه بأهمية أن يُغيّر جو واقتناعه بأنّه يدين لنفسه بألّا يحرمها من متع الحياة ويحولها إلى آلة على هيئة موظف يُكرّر نفس الأفعال طوال الوقت في مكتب لا يصله ضوء الشمس برفقة زملاء يتحدثون عن نفس القضايا طوال الوقت.

ويداوم فوزي على خطة تغيير الجو هذه منذ ١٠ أعوام؛ حيث يبدأ دوام تغيير الجو من الساعة الثامنة وينتهي في تمام الثانية عشر مساء كل يوم خميس، يلتزم خلالها بارتداء ملابس مريحة غير رسمية ويتخلص من ربطة العنق والقميص الأبيض المكوي بعناية ليباشر تأدية واجباته المعتادة في السهرة بالقهقهة على نكات حازم والطبطبة على وليد والمشاركة في نشاط التذمّر الجماعي من روتين العمل والراتب الزهيد ونفسية المدير الحامضة والتخطيط للاستقالة، مقابل نفس أرجيلة وكأس شاي بالنعناع ولعبة تريكس مشوقة يخسر فيها في معظم الأحيان.

ولم يُسجّل فوزي حالات تأخير عن مواعيد تغيير الجو دون عذر طبي أو ظرف عائلي، خاصة وأنّ ظروف تغيير الجو مرنة أصلاً تتضمن إجازة عرضية كل آخر شهر مراعاة لعدم وصول الراتب، بالإضافة إلى الإجازات المرضية المُتفرقة التي يسمح بها بالتغيّب عن المقهى ولعب الشدّة من المنزل حيث يزورون اللاعب المريض ليغيروا له جوّه. 

ويؤكد فوزي أنّ أيام تغيير الجو هي الأيام الوحيدة في السنة التي تشعره بأنّه إنسان، قادر على التصرّف بعفوية وإطلاق العنان لنفسه في كسر القواعد رأساً على عقب دون محاذير "الخميس الماضي مثلاً قرّرت إجراء انقلاب ملموس في حياتي بتغيير طقوس تغيير الجو نفسها؛ فجلست على طاولة مختلفة عن تلك التي أجلس عليها عادةً لأخلق جدالاً دام لأكثر من نصف ساعة بين الأصدقاء قبل أن نُقرّر أنّنا لن نشعر بالارتياح في بيئة جديدة ونعود إلى طاولتنا الأصلية". 

وتابع "هذا التغيير رفع الأدرينالين في دمي ودفعني للإقدام على أفعال أكثر اندفاعاً، فطلبت قائمة المشروبات من النادل وتأملتها كلّها وسألته عن كافة مكوناتها واستمتعت بمعرفة الإمكانات التي يُقدّمها المقهى لي قبل أن أطلب الشاي بالنعناع. أؤكد لك أنّه كان خميساً استثنائياً لن يتكرر حتى يوم الخميس المقبل". 

شعورك تجاه المقال؟