الشجب والإدانة و٣ مواقف وطنية شجاعة سنفتقدها إن استلم حسين الشيخ رئاسة فلسطين
نبيلة البغل - مراسلة الحدود لشؤون القادة والقوادين
٢٠ يوليو، ٢٠٢٢
رغم أنّه شاب يافع لم يتجاوز الـ ٦٥ ربيعاً، قادر على إيصال أفكاره دون أن يسرح ويتشعب وينام في الاجتماعات، وبالرغم من كفاحه للم شمل آلاف الفلسطينيين من الشتات كي يصوتوا له في الانتخابات ثم يأخذهم في جولة سياحية إلى سجن أريحا إذا قرروا، أو فكروا المشاركة في نضال إخوتهم في الضفة ضد أصدقائه المستوطنين، إلّا أنّ تولي القائد حسين الشيخ (חוסיין א-שייח') رئاسة الجهة الممثلة -مع الأسف- للشعب الفلسطيني من شأنّه أن يُشعرنا بالحنين لزمن نضال سلفه أبو مازن، الزمن الجميل المُفعم بالإدانة والاستنكار والغضب والعنفوان وأخت الصين والرحلات الصيفية إلى المحاكم الدولية.
ولأنّ الحدود تتذكر تتذكر ولا تنسى آآآخ لو أنّها تنسى، نستعرّض لكم أعزاءنا القرّاء ٣ من أبرز المواقف الكفاحية التي سنفتقدها عند رحيل القائد الحالي، السابق والخالد قريباً، محمود عباس أبو مازن.
أولاً: النحيب للوسيط الأميركي
من المواقف الوطنية الخالدة التي لا تُنسى لمحمود هو فشله المستمر في إرساء علاقة جيدة مع أبناء العم الإسرائيليين، فرغم العيش والملح والكفاح المشترك ما زال أبو مازن يبكي للوسيط أميركي من ظلم الاحتلال ويشكوه لأنّ يرفض أن يحل عن صدره رغم طلبه ذلك، فتشكل أهازيجه للأميركان جزءاً أصيلاً من تاريخ نضال الفلسطيني. هذا التاريخ بات مُهدّداً بالانقراض نتيجة تفضيل حسين (חוסיין) العمل مع الإسرائيلين مباشرة ليغفوا على كتفه وصدره وبطة إجره باطمئنان في الغرف المغلقة والمفتوحة.
ثانياً: غضن الزيتون
يُحسب للقائد الحالي، السابق والخالد قريباً، محمود أنّه حافظ على غضن الزيتون الذي لطالما خشي القائد السابق الخالد ياسر من أن يسقط من يده، حيث كرّس أبو مازن جيشاً من الأمن الوطني لزراعته ورعايته وسقايته حتى بات مزرعة شاسعة مسيجة تُحلّق فوقها حمامات السلام وتتبّرز عليها من علو شاهق، لكنّ قائد المستقبل حسين (חוסיין) يتطلّع إلى أخذ الشعب الفلسطيني إلى القرن الواحد والعشرين، ما سيدفعه لهدم مزارع الزيتون واستبدالها بأبراج شاهقة جميلة تشبه تلك التي في دبي فتُخفف بإطلالتها العصرية عن الفلسطينيين وتنسيهم عبء دفع ضرائب لحكومتين أثناء عملهم في لـ ١٢ ساعة في اليوم، وحينها سيستبدل حسين (חוסיין) زيت الزيتون من مائدة طعام الفلسطيني بزيت اللوز الصحي المستورد من إسرائيل.
ثالثاً: التهديد بحلّ السلطة الفلسطينية
نجح القائد المُحنّك محمود في تحويل السلطة الفلسطينية من هدف يسعى الإسرائيليون للقضاء عليه إلى شركة متعاقدة تنجز أعمال جيش الاحتلال بسرعة وسلاسة، ليخلق لنفسه ورقة تفاوض ممتازة مع الجانب الإسرائيلي يُهدّد بحلّها كلما "حشروه بالزاوية"، لكنّ حسين (חוסיין) وبمنتهى البرود واللامسؤولية أسقط ورقة التفاوض هذه حين أكّد أنّه لن يحل السلطة تحت أي ظرف، ليحرم الشعب الفلسطيني من آخر ورقة رابحة كان بإمكانهم التهديد بها مستقبلاً للحصول على شبكة 5G.