الحدود تنفرد بنشر أهم أحداث الأسبوع الماضي أثناء انهماك الفريق بتناول المعمول
عُدي مشاخرة - مراسل الحدود لشؤون النوم المتقطع بين جلسات النوم
١٨ يوليو، ٢٠٢٢
من السهل على الإنسان، عزيزي القارئ، أنّ يقلد صوت الحمار، ولكن من الصعب عليه في المقابل أن يعود ليكتب لحضرتك هذا المقال بعدما قضى العطلة يتمختر ويتصرمح بين بيوت العائلة يشرب القهوة السادة، ويتلقى القبلات ويتبادل مع أصحابها المجاملات ويأكل المعمول الذي يُدحش بفمه بشتى أشكاله وجوداته المتفاوتة، ويتصدى لمحاولات أعمامه وأخواله استدراجه ليتناول وجبة الغداء الدسمة معهم لأنه يريد فقط الجلوس مع نفسه، في هدوء، والاستعداد نفسياً لبلع الخازوق القادم (العمل) الذي ينتظره في الجحيم (مكان العمل).
ولأنني أنا الحمار المطلوب مني كتابة هذا المقال ومعرفة ماذا حصل في العالم أثناء غيبوبتي، وعرض ما تبيّن معي بعد أن أيقنت أنّ العالم لم ينتهِ كما كنت أتأمل، ولا يوجد زومبيز في الشوارع للأسف، أقدّم لكم ما حصل بالفعل في السعودية وفلسطين وسريلانكا وصولاً للفضاء الخارجي.
كلب يتبوّل حول المنطقة ليحدد مناطق نفوذه:
زار الرئيس الأميركي جو بايدن الشرق الأوسط وتوسط الأصدقاء والحلفاء وعظام الرقبة على طاولة مستديرة في جدّة وهم يتباحثون بأحلامهم وأمنياتهم الأمنية من أميركا وما سيقدمونه لها بالمقابل، وذلك بعد معاناتهم من اضطرابات نفسية جراء شعورهم بتغيَر أميركا عليهم في الآونة الأخيرة، وجفاف شرايين الأخيرة من شح النفط في السوق العالمي والتضخّم الذي أصاب بروستات الاقتصاد الدولي هذه الأيام. المُلفت هو التزام بايدن بموقفه من السعودية وقراره بعدم زيارة ومصافحة فريق القتلة الذين اغتالوا جمال خاشقجي والتعرف عليهم في وظائفهم المكتبية الجديدة الفارهة والاعتذار منهم عمّا بدر منه.
في طريقه إلى السعودية، أطل بايدن على فلسطين وجلس مع المُحافظ الجديد للولاية الأميركية الـ٥١، يائير لبيد، حيث استهّل هذه الفرصة ليذكّر العالم أنّه شرم*ط صهيوني ويفتخر وأنّه لا يختلف عن أي رئيس أميركي منذ ١٧٧٦ بشيء. في المقابل، نجح جو في استثمار عدة دقائق من وقت فراغه والتقى خلالها فخامة محمود عباس ليتبادلوا التمتمات غير المفهومة ويلتقطوا الصور التذكارية ويذهب كل منهما إلى قيلولته اليومية.
السيسي يفشل بإخفاء خبر إيجاد موقع محرقة لجنود مصريين فوق منتزه إسرائيلي:
توعد السيسي الصحافة العبرية بالرد القاسي والحجب لنشرهم تقاريراً عن محرقة للجنود المصريين الذين حاربوا عام ١٩٦٧ ووضعه في موقف مُحرج يجبره على فعل شيء، أي شيء، مما قد يزعج أصدقاءه الإسرائيليين، أو لا سمح الله، قد يُجبره على طلب رفات الجنود، وبالتالي حفر القبر الجماعي، الأمر الذي ينذر بإيقاف عمل المتنزه لبضعة أيام وإعادة المتنزهين الإسرائيليين خائبين إلى منازلهم.
ثوار سريلانكا يمدّون حبل أمل، إيه في أمل، لثوار لُبنان:
بعد أشهر طويلة من أزمة اقتصادية وسياسية خانقة، نجح ثوار سريلانكا باقتحام العاصمة كولومبو وإجبار رئيس الوزراء على الاستقالة ورئيس الجمهورية على ضب أمتعته وملابسه الداخلية والهرب إلى سنغافورة مُتعظاً من دروس القذافي ومُبارك وابن علي. ونجح الثوار الأشاوس بدخول قصره والنوم في سريره والرقص على مكتبه والسباحة في بركته الطافحة بالمياه النظيفة فيما هم محرمون منها ومن الدواء والغذاء. ألف مبروك. عقبال العايزين. آآآآمين.
ناسا تطلق مجموعة خلفيات شاشة جديدة في غاية الروعة:
نشرت وكالة الفضاء الأميركية صوراً للكون الوسيع التقطها التلسكوب جيمس ويب بعدما عجز عن التقاطها جده التلسكوب هابل. إضافةً لكون الصور ممتازة لخلفيات شاشات الأجهزة الإلكترونية، فهي أيضاً صور مطاطية حمّالة أوجه يستطيع المُتابع تفصيلها على هواه وتقليبها على الجنب الذي يرتاح له، فالمتدين رأى فيها عظمة الخالق، والمُلحد رأى فيها عظمة العلم والإنسان، والشاعر رأى فيها محيط خصرها الذي تلتف حوله المجرّات. ورغم هذا الاختلاف بالتفسير، لاحظنا أنّ الطرح كان موحداً بين كافة الفئات المُتابعة، حيث استهلوا الفرصة بكتابة اقتباس "وتحسب أنك جرمٌ صغيرٌ"، رغم أنّ الصورة أثبتت أنك لست جرماً أصلاً لتكون صغيراً، لا بل نحن كلنا مجتمعين مكدسين فوق بعضنا لا نساوي جرثومة ميكروسكوبية في مساحة ١٣ مليار سنة ضوئية تتمدد وأنت تقرأ هذه الجملة.