حملة فطرة تحل نفسها بعدما اكتشفت أن كل مطالبها محققة بالفعل
ميسون شِنفعلي - مراسلة الحدود لشؤون الآخرين
٠٧ يوليو، ٢٠٢٢

أعلن القائمون على حملة "فِطرة" حلّ مبادرتهم وتعليق عمل كافة صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي والعودة إلى حياتهم الطبيعية حراساً مُخلصين لبوابات السلطة، وذلك بعد اكتشافهم أنّ كافة مطالب الحملة مُحققة بالفعل وتعثرهم بحقيقة عدم وجود من يمكنهم التضامن معه.
ومنذ تشكيلها قبل حوالي أسبوع، لم تحقق الحملة أي تقدّم، بعدما واجهت مثبطات منعت نجاحها كحملة تطالب بأشياء وتكافح في سبيل تحقيقها كبقية الحملات الأخرى؛ حيث تعرّض أعضاء الحملة إلى إقصاء ممنهج من الإقصاء، فكلما طالبوا بشيء سارعت حكوماتهم إلى تلبيته بسرعة دون أن تمنحهم فرصة النضال لأجل تحقيقه؛ فمنعت الأفلام التي طالبوا بمنعها، وداهمت الألوان التي تزعجهم، ولاحقت كل من يشتبهون باستخدامه أعضاءه التناسلية بطريقة لا ترضيهم، وقد بلغوا قمة الفشل حين سارعت إدارة الفيسبوك لتوثيق صفحتهم بمنتهى البساطة؛ ليدركوا أنّ نضالهم الحقيقي بالسيوف وليس بالخطابات والحديث والكلام الفارغ.
يقول الشاب كُ.أُ. الذي انضم إلى "فِطرة" فور انطلاقها إنّ الحملة خيبّت أمله "لم أستوحش طريق الحق كما كنت أظن أنّه سيحدث، بل شعرت بالانزعاج لكثرة سالكيه وعلو صوتهم، لم أتعرّض للمضايقة أو الاضطهاد بسبب أفكاري. أعتقد أنّ المثليين يتحملون المسؤولية عمّا آلت إليه الأمور؛ فقد استأثروا بكل الاضطهاد ولم يتركوا لنا أي شيء".
وأضاف "حتى أنني حاولت أثارة الجدل داخل الحملة نفسها والاعتراض على أنّ العلم يتضمن اللونين الأزرق والوردي بدرجة متساوية؛ لكنني قوبلت بالتصفيق من إناث الحملة قبل ذكورها".
يذكر أنّ القائمين على الحملة لم يستسلموا بسهولة وحاولوا استغلال قاعدتهم الجماهيرية العريضة بمطالب أخرى مثل تحرير فلسطين، لكنهم خافوا من خسارة المتطرفين اليهود الذين يشاطرونهم نفس التطلعات فيما يتعلق بالمثلية.