لايف ستايل، تقرير

اعتماد "غير اجتماعي" كإجابة مناسبة عن الحالة الاجتماعية

زينة شنكحولي - مراسلة الحدود لشؤون الهويات اللا-اجتماعية

Loading...
صورة اعتماد "غير اجتماعي" كإجابة مناسبة عن الحالة الاجتماعية

شخبط الشاب عادل أبو اللفاليف على جميع الخيارات التي تشير لحالته الاجتماعية في الوثيقة التي انكب على تعبئتها، ثم أضاف بجانبها خانة "غير اجتماعي" ووضع إشارة الإكس فيها، وهو التصنيف الذي أجمع مع رفاقه اللا-اجتماعيين اعتماده في كافة الوثائق الرسمية وتطبيقات التواصل الاجتماعي، لدعم وتحرير هذه الفئة من محيطهم الاجتماعي ومساعدتهم على الخروج من قوقعتهم وكشف هويتهم اللا-اجتماعية لمرة واحدة ثمّ العودة إلى القوقعة وعدم مغادرتها للأبد.

ضغوط هائلة

يأمل عادل أن تسلط هذه الخطوة ضوءاً خافتاً لمدة لا تتجاوز الدقيقة على قضية اللا-اجتماعيين التي بقيت في الظل لسنوات طويلة، نتيجة عزوف اللا-جتماعيين عن طرحها لعدم رغبتهم في التواصل مع الآخرين، وامتناع أعضاء الحِراك اللا-اجتماعي عن حضور اجتماعات الحِراك أو المشاركة فيها، لكنّ توالي المناسبات العائلية والاجتماعية والأعياد وما يرافقها من اجتياح عارم لمنازلهم ومزاجهم وكيانهم، قوّى من عزيمتهم ودفعهم لإزالة وضعية "الصامت" عن مجموعة الواتسآب الخاصة بالحِراك والبدء بتبادل الرسائل والأفكار. 

احتضان عن بعد

يتطلّع اللا-اجتماعيين إلى أن يُمثّل الاعتراف بوجودهم خطوة إيجابية في طريق عدم دمجهم في المجتمع ونسيانهم وتجاهل وجودهم في كافة الجلسات الاجتماعية والأحاديث القصيرة والطويلة، فضلاً عن ابتعاد محيطهم عن احتضانهم وتداول قضيتهم ومطالبتهم بالحديث عنها في المنابر العامة والخاصة.

حقائق

يتعرض خمسة من كل خمسة لا-اجتماعيين على الأقل لمضايقات مختلفة عند خروجهم من منازلهم؛ مثل محاولات الجيران الشرسة إلقاء السلام عليهم وسؤالهم عن أحوالهم، وترصّد زملاء العمل لهم عند كولر المياه ومحاصرتهم بمواضيع تتعلق بالعمل أو حالة الطقس أو مواضيع اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية، ناهيك عن الاعتداءات التي تصل إلى درجة مداهمة منازلهم تحت مسمى "زيارة الأقارب"، وتلك التي تلاحق هواتفهم المحمولة على شكل مكالمات فائتة وتسجيلات صوتية.

الرحمة

إنّ غياب الاعتراف الرسمي والشعبي باللا-اجتماعيين حتى اليوم، أسهم في انسلاخ نسبة كبيرة من هذه الفئة عن ذواتهم، وصاروا يشعرون بأنّهم جزء من النسيج الاجتماعي ومضطرون للتعامل مع أفراده، فلجأ بعضهم إلى تعاطي كبسولات اللاريكا وجرعات الكحول للشروع في أحاديث قصيرة مع أقاربهم، مخفين هويتهم اللا-اجتماعية تحت طبقات من الآراء والابتسامات، فضلاً عن حرمان من تزوجوا منهم منذ زمن طويل من إعلان ميولهم اللا-اجتماعية التي اكتشفوها بعد زيارة حموهم لهم للمرة الأولى.

شعورك تجاه المقال؟