شاب يرفض خوض نقاش خشية تغيير رأيه
سامر مردكوش - مراسل الحدود لشؤون الآراء الفولاذية
٢٦ يونيو، ٢٠٢٢
سدّ الشاب خليل علبوق أذنيه بإصبعيه، لدى إقدام صديقه مفيد بالحديث عن المذاق اللذيذ لعصير الفراولة، مما دفع خليل للصراخ بصوت عالٍ وكلمات عشوائية مع الضرب على الأرض بقدميه، حتى لا يسمع حرفاً واحداً من مفيد ويحافظ على رأيه الثابت الصلب بأنّ عصير الأناناس مذاقه ألذ.
واشتكى خليل من الأذى الذي يطال رأيه كلما حاول التعبير عنه "كلما وضع رأيي على طاولة النقاش، ينبري الآخرون لنقاشه وتشريحه وإحكام قبضاتهم عليه بالحجج والبراهين حتى يخنقوه ثم يستبدلوه بآرائهم بكل أنانية".
واستذكر خليل بحزن الآراء الفقيدة التي تناوب معارفه على إعدامها خلال مراحل حياته "فيما مضى كنت مقتنعاً أن الأرض مسطحة قبل أن يأتي أصدقاء بالدلائل والبراهين العلمية لينالوا من معتقداتي ويقنعوني أنها كروية مفلطحة على خط الاستواء، وبعدما قرّرت الانتماء إلى جماعة سياسية وآمنت بالأيديولوجيا الشيعية الشيوعية، استغل أستاذي في الجامعة سعة اطلاعه وفاجأني بأن المفهومين لا علاقة لهما ببعض، حتى القمر الذي في السماء استكثروه عليّ وأقنعوني أنه مجرد جسم مدور من الأتربة والصخور، على الرغم من يقيني أنه طيف من النور يشبه حبيبتي".
وتمنى خليل أن يحترم الناس آراء بعضهم ويعزفوا عن النقاش "كلما اجتمع اثنان كان النقاش والجدال ثالثهما، لذا قطعت وعداً على نفسي بعدم البوح بأسراري لأيًّ كان، وشراء مسدس تحسباً للحالات الاستثنائية التي أرغم فيها على البوح برأيي حتى أحشره في فم من يجادلني وأتمكن من إخراسه ليتسنى لي إفحامه".