لكِ سيدتي: أربع نصائح لتجنّب القتل المُبكّر
منير جلاد - مراسل الحدود لشؤون تكريم المرأة بإنهاء معاناتها الوجودية
٢٣ يونيو، ٢٠٢٢

حار الشعراء والأدباء والفلاسفة منذ فجر التاريخ في فك شيفرتكِ وتفسير كينونتكِ أيتها المرأة. لم يجدوا ما ينصفك من أوصاف فلجؤوا إلى الاستعارات؛ شبّهوكِ بالملائكة والشياطين والأفاعي والقوارير والأواني والضلوع والأفخاذ والحلوى والكلمنتينا. هذه المكانة تتطلب منك سيدتي أن تبذلي جهداً ووقتاً في الاهتمام بنفسكِ وجمالكِ وحياتكِ الرقيقة.
لا بدّ أنكِ لاحظتِ ازدياد حالات الإصابة بالقتل المبكر لدى السيدات، وخاصةً تلك اللاتي تتراوح أعمارهن بين ١٠ و ٩٠ سنة، وذلك يرجع إلى تفشي فيروسات «فرط التستوستيرون» و«القوامة-١٤» المسببة للحالة وعدم التوصّل إلى لقاحاتٍ فعّالة لها حتى الآن. لكن لا تقلقي، فهناك بعض النصائح التي تحميكِ من الإصابة. وكما يقول المثل الشائع: "درهم وقاية خيرٌ مـ…" لا عليكِ، فلا تملكين قنطار العلاج على أية حال.
تحصّني في المنزل
كما تعلمين وللأسف، لم يجد النوع البشري بعد وسيلةً أخرى للنجاة غير الجمع والالتقاط، وقد تقعين في الفخ وتخلطين بين اللاقط والملقوط؛ فتخرجين من منزلك لمطاردة وظيفةٍ ما أو اصطياد شهادةٍ علمية، لتجدي نفسك في مواجهة خطر الافتراس من قبل ضبعٍ جائع لم يرَ أقداماً طيلة حياته، أو دبٍّ هائج لم تردّي على رسائله. ادرأي خطرهم عنكِ وابقي في المنزل، لكن احرصي على عدم التنفس أو الضحك أو الحلم، لأن ذلك قد يوقظٌ دبّاً مفترساً آخر يعيش معكِ.
تعلّمي من أخطاء من سبقوكِ
يقول أحد المفكرين: "الأخطاء هي دروس في الحكمة؛ فلا يمكنك تغيير الماضي، ولكن المستقبل ما زال تحت سيطرتك". ولا يوجد حولكِ أكثر من الأخطاء (الدروس) التي أودت بمرتكباتها إلى ذات المصير، ادرسي حالاتهنّ جيداً وتعلّمي ألا تكرري ما أودى بهنّ؛ تعلّمي من قصص نيرة أشرف وإيمان إرشيد ألّا تذهبي إلى الجامعة، ومن قصة إسراء غريب ألّا تكترثي للعمل، ومن قصة آيات الرفاعي ألّا تتزوجي. أترين؟ لحسن حظك أنك تستطيعين العثور على مثالٍ لكل حالة تخطر في بالك، وبالتالي، ليس لديكِ مبرراً للوجود وتكرار هذه الأخطاء.
أجرِ عملية تحوّل جنسي في الخارج وعودي بهوية جديدة
من سوء حظّك سيدتي أنك لم تولدي بقضيبٍ تُشهريه في مواجهة صعوبات الحياة وتهديداتها، بل ولدتِ غارقة بهرمونات البروجيسترون والاستروجين التي تزيد من احتمال إصابتك بالقتل المبكّر. لكن العلم تطور بما يكفي ليعوَضكِ عن هذا الحرمان، سافري إلى دولةٍ تتوافر فيها قطع الغيار الجنسية، وعودي كرجلٍ فحلٍ يرفع رأس مجتمعه، لكن احرصي حينها على كتمان ماضيكِ، فانكشافه يعرّضكِ لإصاباتٍ لا تقل سوءاً عن القتل المبكر، ولا يوجد لدينا بعد دليلٌ للوقاية منها.
لا تكوني
وفقاً لمختلف الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية، فإن ١٠٠% من حالات القتل المبكر تصيب النساء فقط دوناً عن الرجال. ألا ترين نمطاً معيناً؟ ألا تلاحظين عدم إمكانية تفادي الإصابة مهما كنتِ؟ ربما المشكلة الحقيقية لا تكمن بمن تكونين، بل بمجرد كونكِ، سيدتي.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.