تغطية إخبارية، خبر

سماع دوي تنهيدة إحباط قوية في محيط سوريا بأكملها

مالك الحزين - مراسل الحدود المغلوب على أمره

Loading...
صورة سماع دوي تنهيدة إحباط قوية في محيط سوريا بأكملها

أفاد شهود عيان من المناطق الحدودية بأنّهم سمعوا دوي تنهيدة قوية صدحت من جبل الشيخ إلى جبل سنجار على طول الحدود وفي مختلف المحافظات السورية، باعثةً سُحباً عنيفة من الحنق واليأس المُخزن ضمن ظروف سيئة منذ أكثر من عشرة أعوام في صدور السوريين.

واعتقد البعض في البداية أنّ الصوت مجرد ضربة عسكرية روتينية أو غارة إٍسرائيلية عادية أو طلعة جويّة روسية أو أميركية أو إيرانية أو محطة أخرى لتوليد الكهرباء تشهر رايتها البيضاء بانفجار وداعي أخير، ثم بدا جلياً أن الصوت مصدره ملايين السوريين الذين اضطروا تحت ضغط حمولتهم الزائدة لإطلاق تنهيدة محبطة وطويلة، قبل أن تسود لحظة صمت ثم تعود الحياة إلى طبيعتها ويعود كل واحد من هؤلاء إلى ما كان يفعله من محاولات الهروب أو التأقلم مرة أخرى مع ظرف لا ينفك يتغير، فيما تُسيطر حالة من تبلّد الحواس على الأجواء. 

وقالت مواطنة، التقت بها الحدود أثناء انقطاع سيارتها على طريقٍ سريع ليومين متواصلين، إنها تنهدت بعد يأسها من معرفة سبب عقوبتها "من الواضح أن هذا كله عقوبة على شيء اقترفته" ثمّ همرتنا بسيل من الأسئلة وهي تنظر إلى الأعلى، ليغادر مراسلنا دون أن يعرف اسمها أو يحصل على أي إجابة من السماء.

وأشار المواطن بسّام خالد إلى أن ذاكرته التي تسبق التنهيدة ضبابية بعض الشيء "أذكر أنني كنت منزعجاً من تلف كل طعامي في الثلاجة. لا هذا كان قبل سبعة أعوام. بالأمس كنت منزعجاً من تعفّن حبة الطماطم الوحيدة التي أمتلكها في الثلاجة، ليس تعفّن الحبة تحديداً ما أزعجني بل تعثر يديّ بعفنها حين فتحت الثلاجة في الظلام وعجزي عن الاغتسال لعدم توفّر الماء. أعتذر عن إزعاجكم بالتنهيدة لم أتصوّر أن تتزامن مع تعثّر الشعب السوري كله بالعفن وتُحدث هذا الصدى".

من جهته، نفى المواطن م.س. اضطلاعه بأي دور في إطلاق التنهيدة، وقال وهو يلتفّ حوله ويتفقد الحيطان إنّ الفئات الشابة هي المسؤولة عنها، مدفوعة بأسباب شخصية تتعلق بمرور الزمن "هؤلاء الذين كانوا قبل عقد من الزمن في بداية العشرينات، مواهب صاعدة مقبلة على الحياة، ثم أدركوا عاماً بعد عام أنّهم أضاعوا ما يزيد عن عشر سنوات من حياتهم ولا يتذكرون كيف ضاعت…أو لماذا".

بدورها، نفت أجهزة الإعلام الرسمية ما قيل عن سماع الأصوات بدايةً، قبل أن تضطر لاحقاً للاعتراف بها والإشارة إلى أنّها تنهيدة أعداء الوطن المفجوعين بخساراتهم، محذرةً من أن الأمواج الصوتية الناتجة عن تنهيدة بهذا الحجم سيكون لها آثار على محطات التوليد الحراري أو أسعار المواد الغذائية أو بواخر النفط التي اقتربت من الشواطئ السورية أو احتمالات الوصول إلى أي تسوية، وبأنها ستباشر بكل الإجراءات اللازمة لتدارك الآثار مع حلول الخريف المقبل.

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.