لايف ستايل، تقرير

دفتر يوميات يتحول إلى دفتر تسجيل ديون

فيروز شُبّاك - مراسلة الحدود لشؤون الذكريات والتكاليف

Loading...
صورة دفتر يوميات يتحول إلى دفتر تسجيل ديون

تحوّل الدفتر الذي اشتراه الثلاثيني مسعود بردقاني لتدوين يومياته وتفاصيل حياته الشيّقة والمواقف الطريفة التي يتعرّض لها يومياً، تحوّل إلى دفتر لتوثيق تراكم الديون عليه بدءاً من إيجار المنزل وليس انتهاءً بثمن دفتر اليوميات. 

وأطلعنا مسعود على مقتطفات من يومياته توضح تحولّه التدريجي إلى فاتورة دين مفتوحة: 

صباح الرابع من نيسان عام ٢٠٢٢

استيقظتُ بمزاج رائق قليلاً، الجو ليس ربيعياً، ولا خريفياً، ولا معتدل، ببغاء الجيران يقلد صوت الجارة في الليل، علبة القهوة ممتلئة وعلبة لفافات التبغ لا زال جديدة وخالد وعدني بإقراضي ١٠٠ لتضاف إلى المئة التي استدنتها من سميرة + ٢٠٠ إيجار + ٥٠ للديلر + ١٠ بقالة أبو حنين + ** أخت الببغاء ال***ك صدّع رأسي بـ**م تأوهاته، **ت المذكرات، لن أكتب حرفاً جديداً اليوم.  

الرابع من نيسان ٢٠٢٢، ليلاً

الساعة الآن الثالثة صباحاً وما زلت عاجزاً عن النوم، القلق يعتصرني والأفكار تتلاطمني؛ هل سأنام غداً على هذا السرير أم سيرفسني أبو وليد لأنني لم أدفع الإيجار للشهر الثاني على التوالي، أدين الآن بـ ٦٠٠ لأبو وليد، بالإضافة إلى ١٠٠ قرض، و٥٠ كهرباء، هل تصل الحوالة أخيراً؟ 

الخامس من نيسان ٢٠٢٢، فجراً

لا جديد تحت ضوء القمر أو في المحفظة… 

السابع من نيسان ٢٠٢٢ ❤️

سجّل يا تاريخ، اليوم وقعت في الغرام؛ قد ميّاس، عيون لوزية بنت شلبية تأسر اللُب وابتسامة آسرة. أحببتها من النظرة الأولى، سمعتها تقول إنّها ستذهب إلى معرض الكتاب غداً في تمام السادسة. غداً في السادسة سأبدأ حياتي العاطفية، بل حياتي العائلية، سأتزوجها، أقسم بشرفي أن أتزوجها، إن قبلت طبعاً. لا يقف بيني وبينها سوى أن يوافق حسام الكلب أن نلتقي في الخامسة ليقرضني ثمن بضعة كتب + مواصلات + سندويشتي فلافل وكأسي شاي. 

مسعود يُصر على أنّ الدفتر هو دفتر مذكرات مليء بالمشاعر والرغبات والأفكار، التي تتحول ببساطة إلى أرقام مفعمة بالحياة، مكتوبة بحبر سائل على دفتر أنيق برائحة الفراولة، صفحاته مصفرة وغلافه مصفر متآكل حصل عليه من القرطاسية العريقة التي لا يبيعها أبو حنين إلا لزبائنه المميزين "ما هي اليوميات سوى شذرات من حياتنا اليومية، وما يحدث في حياتي اليومية هو دائرة دين ملعونة عليّ تدوين كل تفاصيلها كي لا أتعرّض للمقاضاة من أحد، لكنّنا لا نعرف ماذا تُخبئ لنا الأيام، قد يتحوّل دفتري هذا إلى شاهد على مرحلة ستندثر من حياتي، فأتذكر أيام الفقر وأنا أقرأه وأنا متجه إلى المالديف أثناء تمددي في اليخت إلى جانب حبيبتي التي تزوجتها".

شعورك تجاه المقال؟