تغطية إخبارية، خبر

السيسي يكمل تحويل مصر من مصيف للإسرائيليين إلى ماسورة للإسرائيليين

سعيد الأحّا - مراسل الحدود لشؤون الاستعمار الذاتي

Loading...
صورة السيسي يكمل تحويل مصر من مصيف للإسرائيليين إلى ماسورة للإسرائيليين

بعد عقود طويلة من بقائها مجرد ساحة لعب ولهو لجنود إسرائيل المقاتلين وأولئك الباحثين عن مغامرات صحراوية وساحلية شيّقة خلال إجازاتهم السنوية، نجح فخامة الرئيس البرنس الدَّكر عبد الفتاح نور عينينا السيسي في تطوير قطاع الخدمات في مصر، عبر صهر الدولة بمساحتها بمواردها بتاريخها بشعبها بإرادة شعبها وإعادة تشكيلها على هيئة ماسورة مخصصة لنقل الغاز الذي تستخرجه إسرائيل إلى أوروبا، حفاظاً على ريادة السياسة المصرية في التعريص الجيوسياسي.

وكان عبد الفتاح قد أعد خطة محكمة لتحقيق غايته، لعب فيها دور بائع الشنطة الذي يروج الغاز على أبواب البرلمانات الأوروبية وينوب عن وزراء إسرائيل في المباحثات اللازمة، مقابل ذهابهم إلى الشاطئ والتمدد وشرب الستيلا والتمتع بمشاهدة وصلة رقص هولوغرام لنجوى فؤاد.

ورغم زيارة أنور السادات التاريخية للكنيست، وتوقيعه كامب ديفيد، وبراعة حسني مبارك بالتهريج أمام مناحيم بيغن، إلا أن عبد الفتاح يجد أنهما لم يبذلا جهداً كافياً لتطوير علاقات أبعد من مجرد تطبيع واجتماعات وتنسيق وسياحة وتجارة ومهرجانات إسرائيلية في صحراء سيناء ودهب ونويبع أو عزف عند الأهرامات، ولا بد له من الإمعان في التذلل وتحويل مصر إلى ممسحة أو منفضة سجائر أو ماسورة تمرر الغاز من إسرائيل للحصول على السلام الدافئ.

حسني البلياتشو أثناء أداءه فقرة ترفيهية أمام أنور ومناحيم  
حسني البلياتشو أثناء أداءه فقرة ترفيهية أمام أنور ومناحيم  

عبد الفتاح فرح بإنجازه، لكنه يعتبر استخدام مصر لتيران وصنافير في حصار خليج العقبة وميناء إيلات أيام الحروب العبثية ضد أصدقائه، ذكرى أليمة تقض مضجعه، حتى أنه يتمنى لو تنازل عنهما لإسرائيل كجزء لا يتجزأ من أرضها، تقيم عليها قواعدها العسكرية وتبني مستوطناتها وتنقب فيها عن النفط فتجده وتستخرجه ليشتريه أو يورده بكل حب ورضا إلى أوروبا.

شعورك تجاه المقال؟

هل أعجبك هذا المقال؟

لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.
لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.
نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.