محكمة إسرائيلية تنقذ سكان مسافر يطا بتهجيرهم بدلاً من أن يقتلهم الجيش بتدريباته
فؤاد نعميشة - مراسل الحدود لشؤون النفي الرحيم
١٦ يونيو، ٢٠٢٢

قررت المحكمة الإسرائيلية العليا الحكم لصالح أهالي مسافر يطا بتهجيرهم من قراهم؛ لإنقاذهم من براثن ماكينة القتل الإسرائيلية وويلات القنص وهجمات المستوطنين، خاصةً مع عزم الجيش الإسرائيلي تحويل القرى إلى ساحات للتدرب على إطلاق النار، واعتماده الفلسطينيين أهدافاً تدريبية منذ عام ١٩٤٨ حتى بات يتقن إصابتهم برصاصات قاتلة.
وقالت المحكمة إنها رفضت التماساً قدمه أهالي المنطقة للبقاء فيها لاعتباره صادراً عن ناقصي أهلية لا يدركون المصير الذي ينتظرهم إذا عاشوا في قراهم "الجيش الإسرائيلي شهد ميولهم الانتحارية بعد مواجهات متكررة خاضها معهم لعشرات السنين، مما يضع على كاهلنا مسؤولية إنقاذهم من أنفسهم وتهجيرهم من القرية، آملين أن يوفقنا يهوا على الاستمرار بإغاثتهم حتى نطردهم من كل شبر من أرض إسرائيل".
واعتبرت المحكمة الحكم لصالح أهالي مسافر يطا امتداداً لآليات التطوير والمراجعة الذاتية التي تتبعها الدولة "من حسن حظ الفلسطينيين أنهم رزقوا بمحتل يدأب على تطوير نفسه وتنويع أساليبه بين معارك قانونية ومعارك حربية، مما جعل الخارجين عن القانون الإسرائيلي ينفذون بجلدهم ويحافظون على حياتهم وإلا لكان مصيرهم مشابهاً لمصير أسلافهم أهالي دير ياسين".
وتمنّت المحكمة للأهالي التوفيق في حياتهم الجديدة التي منحتها لهم، وأوصتهم بعدم الوقوف على أطلال بيوتهم السابقة والابتعاد عنها قدر الإمكان "بعد تحويل القرى لساحات إطلاق نار، يعتزم الجيش التوسع شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً وإنشاء قواعد حربية ومطارات عسكرية ومفاعلات نووية، ولن ننجح في كل مرة بإقناعه بالاكتفاء بتهجيركم".
يذكر أن إسرائيل لطالما دأبت على إنقاذ الفلسطينيين واتبعت معهم نهج الرحمة؛ فهي تعتقل الأطفال لإنقاذهم من حياة الشوارع وتهدم البيوت بالحفارات لتجنيبها خطر الهدم بالقذائف والصواريخ وتقتل الشباب لتخلّصهم من الحياة في ظل وجودها.
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.