لايف ستايل، دراسة

الاستيقاظ صباحاً لممارسة العمل: مسببات وعلاج

Loading...
صورة الاستيقاظ صباحاً لممارسة العمل: مسببات وعلاج

باتت متلازمة الاستيقاظ صباحاً لممارسة العمل (س.ص.م.ع) تُشكّل مصدر قلق عالمي، لا سيما بعد تحولها إلى جائحة تفشّت في نهار أكثر من ثلثي سكان الأرض، وتحوّر الفيروس المتسبب بها إلى فيروسات ريادية تنتشر في مكاتب صغيرة حول العالم مُستهدفة أصحاب المناعة الضعيفة من حديثي التخرّج. 

ورغم انتقال المرض عادةً عن طريق رذاذ مدير موارد بشرية يُخبر المُصاب بأنّه مقبول في الوظيفة التي تقدّم إليها، إلّا أنّ الإصابة تحدث نتيجة وجود بيئة حاضنة للمرض، تتمثل بمنزل مستأجر وعائلة جائعة وعيد ميلاد صديق وكيلو بطاطا في محل الخضار المجاور للمنزل وعلب سجائر وبيرة وإعلانات كراسي ريكلاينر وقروض مُسهلّة على السيارات وطموح وملل.

وتبدأ متلازمة (س.ص.م.ع) بأعراض طفيفة تنحصر باستيقاظ المصاب صباحاً على أنغام عويل المنبه مع شعور مؤلم بالنعاس يدفعه إلى شرب كأس من القهوة على عجل، ثم تجتاحه حالة من تبلّد الحواس وترهّل العقل تُرسله إلى مكان لا تصله أشعة الشمس ليحني ركبتيه ويُحدّق في شاشة حاسوب ضاغطاً على أزرار لوحة المفاتيح بشكل آلي على مدار ٨ ساعات في النهار، تتخللها أوقات متقطعة من دوامة "تساؤل شكوى غضب خضوع، تساؤل شكوى غضب خضوع، تساؤل شكو.. إلخ" في ظل فقره لمناعة عقلية تحميه من الانهيار وتقوي قدرته على الخضوع مباشرة.

هذه الأعراض سرعان ما تمتد لتصل إلى ١٢ ساعة، بالإضافة إلى ساعة انتقال المرض وساعة انسحابه و٤ ساعات أعراض انسحابية يومية يقضيها المريض ممدداً على كنبة فاغراً فاه يشاهد مسلسلاً كوميدياً تافهاً، حتى يغفو، ليستيقظ في اليوم التالي ويجد المرض أشد فتكاً من السابق. ورغم الاعتقاد السائد بأن المرض يصل ذروته حين تهاجم الفيروسات ليل المصاب وتوقظه على حوار متخيل مع الفيروس لمقاومة تفشيه لساعتين إضافيتين في اليوم التالي، إلا أن العلم الحديث يُرجح أن الذروة تتمثل بانحسار هذه الأعراض وتقبل المريض للمرض واستمتاعه به.

يقول الباحث والمفكر إسماعيل أبو فوطة إن خطورة (س.ص.م.ع) تكمن في خبث الفيروسات المسببة لها وسرعة انتشارها وتطورها "لا يتوقف المصاب عن المقاومة فحسب، بل يتحول إلى جندي يحارب في جيش الفيروس، فقد سجلت حالات كثيرة لإصابات دوام جزئي وعمل حر طفيفة تفاعلت مع حالات دوام كامل حرجة، حيث هاجمت الأخيرة الجهاز المناعي للأولى بالحديث عن رفاهية الراتب المرتفع ومتعة التوحد مع الفيروس ودفعت الإصابات البسيطة للتحول إلى إصابات حرجة بنفسها، ناهيك عن حالات الدوام الكامل التي تفشت إلى دوام كامل وساعات إضافية من فيروس الفريلانس".

تكمن الإشكالية بارتفاع كلفة علاج هذه المتلازمة واستئثار طبقة ضئيلة من المجتمع فيه، فيما يلجأ أبناء الطبقة الوسطى والفقيرة إلى المسكنات للسيطرة على أعراضه، تتراوح بين حشيش، ترامادول، لاريكا، كحول، سكر، وجبات ماكدونالدز، مسلسل فريندز، صراخ على الشريك، بالإضافة إلى أساليب العلاج الجماعي التي تتمثّل بسهرات الزملاء المصابين بالمتلازمة سويةً في نهاية الأسبوع والحديث عن المرض ومنح بعضهم البعض الأمل بإمكانية الإصابة بمرض آخر بشروط أفضل.

شعورك تجاه المقال؟