بائع أحذية يؤكد للزبون أن الحذاء على مقاس قدمه ويحتاج فقط لقصه من المقدمة
كريم توتراتي - مراسل الحدود لشؤون البيع بسيف الحياء
١٤ يونيو، ٢٠٢٢
أطلق صاحب محل أحذية البهرجة سعيد الخروبي صافرات الإعجاب بعد نجاح محاولاته دحش الحذاء في قدم زبونه وسيم ضوجاني، مؤكداً له أن القالب غالب ويخزي العين الحذاء جاء على قدمه بالملليمتر كأن المصنع صنعه على اسمه، ولن يجد في السوق كله حذاءً أكثر ملائمةً منه خصوصاً فيما لو أحبّ تحرير أصابع قدمه وتهويتها وقصّ بضعة سنتيمترات من مقدمة الحذاء.
وقال السيد الخروبي إن عمله في مهنة بيع الأحذية لسنوات راكمت لديه خبرة ساعدته في معرفة قياس الحذاء المناسب للقدم دون نظرٍ أو سؤالٍ عن مقاسها، ما وفر عليه الكثير من الصداع الذي ينجم عن دلال الزبائن الزائد وتردّدهم في تحديد مطلبهم وفقاً للنمرة أو القالب "بمجرد دخول الزبون المحل وطلب حذاء نوع كذا لون كذا، حتى أصبح عند قدميه على الفور قبل أن يذكر مقاسه، فأنا الخبير هنا، وكما يقول المثل الشعبي 'أعطِ الإسكافي حذاءه ولو قصّ نصفه'".
وانتقد الخروبي زملاءه في المهنة وأساليبهم الكلاسيكية التي عفا عليها الزمن في إقناع الزبائن بملائمة مقاس الحذاء، كالادعاء القائل بأن المشي بالحذاء يجعله يرتخي ويتوسع "شوهوا المهنة بسذاجتهم. هل الزبائن أطفال صغار حتى يقتنعوا بهذه الحيل السخيفة؟ ثم أليس الزبون بني آدم وقدمه قدم آدمية؟ لا.. لا يستحق الزبون أبداً أن يشعر بالضيق خطوة واحدة لارتدائه حذاءً ضيقاً، فهو ليس حصاناً بإمكاننا إجباره على ارتداء حدوة مزعجة".
من جانبه، شكر وسيم البائع على انتقائه الحذاء له مؤكداً أنه حقاً ليس كغيره من الباعة "كافة الباعة السابقين كانوا يعرضون عليّ أحذية واسعة كالمراكب الشراعية، مثقلين كاهلي بتكاليف ارتداء ثلاثة طبقاتٍ من الجوارب حتى أستطيع المشي بها، وآخرون كانوا يجبرونني على تجربة كافة الأحذية النسائية والرجالية التي لديهم كي لا أخرج دون شراء، إلى أن مررت بجانب محل أحذية الأطفال وعثر هذا البائع على قدمي التي لائمت أول حذاءٍ من أول تجربةٍ بفضل قوة إرادته وقبضته وساعديه".