إسرائيل تطالب المثليين بتطهير ألوان العلم الفلسطيني من رايتهم
ماهر السوبر-توبر - مراسل الحدود من غرف الغسيل
١٣ يونيو، ٢٠٢٢

طالبت الشرطة الإسرائيلية المشاركين في مسيرة الفخر في تل أبيب بتطهير راياتهم من أي ألوان تمت للعلم الفلسطيني بصلة، تجنباً لإرباك عناصرها الذين يطلقون النار عند الإحساس بأي ضغط، داعيةً المشاركين إلى الالتزام بالقواعد الحضارية للغسيل الوردي، وتجنّب أي بلبلة من شأنها تشويش صورة إسرائيل كواحة تحضرٍ في صحراء همجية.
وقالت الشرطة في بيانها إنَّ إسرائيل قطعت مراحل متقدمة في إقناع العالم أنَّها دولة وعادلة "كما تجرأت على القيام بعدة مراجعات ذاتية لتتمكن من صب تركيزها على مجموعة واحدة فقط من البشر لتضطهدها، وسيكون من المخزي اليوم، في ٢٠٢٢، أن يجن جنون شرطيٍ على المحتفلين لافتراضه وجود علم فلسطيني بين الرايات المرفوعة".
وأرفقت الشرطة بالبيان كتيب تصميم يحتوي على المرغوبات والممنوعات للاحتفال الآمن، وكان تجنب الأخضر أو الأحمر أو الأبيض أو الأسود على رأسها "يمكنكم استبدال هذه الألوان بأخرى أجمل منها، كالأبيض والأزرق مثلاً. نحن نقدِّر تكلفكم باختراع رايات جديدة في وقت قصير، لكن علينا العمل سويةً لتفادي معاملة أفراد مجتمع الميم الإسرائيليين كفلسطينيين بالخطأ".
من جانبه، أشاد المتحدث باسم الهيئة الدولية لإقرار الحقوق بالتجزئة، السيد هارولد ويلي، بنهج بخطوات إسرائيل في السنوات الأخيرة، داعياً إلى تطويره والاستفادة من التجربة الأميركية "من يعلم؟ قد تكرِّم إسرائيل للمرة الأولى ذوي البشرة السمراء في المستقبل القريب؛ فها هي تحتفل اليوم بوجبة الغسيل الوردي، وقبلها بأيام أجرت عملية غسيل أبيض بعد قتل شيرين أبو عاقلة، فضلاً عن احتفالها بالغسيل الخضري على مدار العام. تدرك إسرائيل أنَّ قوَّتها تكمن في تنوِّع أطياف غسيلها، وسعيها الدائم لتقدِّم للجميع فرصاً متساوية في تسخيرهم رغماً عنهم لتبرير ما يرقى بدونهم إلى جرائم حرب قد يستغرق مجرد عد وإحصاء لوائح تهمها عصوراً كاملة".
شعورك تجاه المقال؟
هل أعجبك هذا المقال؟
لكتابة العنوان، اقترح فريق من ٧ كتاب -على الأقل- ما يزيد عن ٣٠ عنواناً حول هذا الموضوع فقط، اختير منها ٥ نوقشوا بين الكتاب والمحررين، حتى انتقوا واحداً للعمل على تطويره أكثر. بعد ذلك، يسرد أحد الكتاب أفكاره في نص المقال بناء على العنوان، ثم يمحو معظمها ويبقي على المضحك منها وما يحوي رسالةً ما أو يطرح وجهة نظر جديدة. لدى انتهاء الكاتب من كل ذلك، يشطب المحرر ويعدل ويضيف الجمل والفقرات ثم يناقش مقترحاته مع الكاتب، وحين يتفقان، ينتقل النص إلى المدقق اللغوي تفادياً لوجود الهمزات في أماكن عشوائية. في الأثناء، يقص فريق المصممين ويلصق خمس صور ويدمجها في صورة واحدة. كل هذا العمل لإنتاج مقال واحد. إن ضم المزيد من الكتاب والمصممين إلى الفريق التحريري أمر مكلف، ويستغرق المتدرب وقتاً طويلاً لبناء الخبرات والاندماج في العقل الجمعي للفريق.لكن ما الهدف من ذلك كله؟ بالتأكيد أنَّ السخرية من المجانين الذين يتحكمون بحياتنا أمر مريح، لكنَّنا نؤمن أنَّ تعرية الهالات حولهم، وتسليط الضوء على جنونهم، خطوة ضدَّ سلطتهم تدفعنا شيئاً فشيئاً نحو التغيير.نحن نحتاج دعمك للاستمرار بتوسيع الفريق.